ذكر الخبر عن سبب عزل عمر بن هبيرة سعيد بن عمر الحرشي عن خراسان ذكر أن سبب ذلك كان من موجدة وجدها عمر على الحرشي في أمر الديواشنى وذلك أنه كان كتب إليه يأمره بتخليته وقتله وكان يستخف بأمر ابن هبيرة وكان البريد والرسول إذا ورد من العراق قال له كيف أبو المثنى ويقول لكاتبه اكتب إلى أبى المثنى ولا يقول الأمير ويكثر أن يقول قال أبو المثنى وفعل أبو المثنى فبلغ ذلك ابن هبيرة فدعا جميل بن عمران فقال له بلغني أشياء عن الحرشي فاخرج إلى خراسان وأظهر أنك قدمت تنظر في الدواوين واعلم لي علمه فقدم جميل فقال له الحرشي كيف تركت أبا المثنى فجعل ينظر في الدواوين فقيل للحرشي ما قدم جميل لينظر في الدواوين وما قدم الا ليعلم علمك فسم بطيخة وبعث بها إلى جميل فأكلها فمرض وتساقط شعره ورجع إلى ابن هبيرة فعولج واستبل وصح فقال لابن هبيرة الامر أعظم مما بلغك ما يرى سعيد إلا أنك عامل من عماله فغضب عليه وعزله وعذبه ونفح في بطنه النمل وكان يقول حين عزله لو سألني عمر درهما يضعه في عينه ما أعطيته فلما عذب أدى فقال له رجل ألم تزعم أنك لا تعطيه درهما قال لا تعنفني إنه لما أصابني الحديد جزعت فقال أذينة بن كليب أو كليب بن أذينة تصبر أبا يحيى فقد كنت علمنا * * * صبورا ونهاضا بثقل المغارم وقال علي بن محمد إنما عضب عليه ابن هبيرة أنه وجه معقل بن عروة إلى هراة إما عاملا وإما في غير ذلك من أموره فنزل قبل أن يمر على الحرشي وأتى هراة فلم ينفد له ما قدم فيه وكتب إلى الحرشي فكتب الحرشي إلى عامله أن احمل إلى معقلا فحمله فقال له الحرشي ما منعك من إتياني قبل أن تأتى هراة قال أنا عامل لابن هبيرة ولانى كما ولاك فضربه مائتين وحلقه فعزله ابن هبيرة واستعمل على خراسان مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة فكتب إلى الحرشي يلخنه فقال له سعيد بل هو ابن اللخناء وكتب إلى مسلم أن احمل إلى الحرشي مع معقل بن عروة فدفعه إليه فأساء به وضيق عليه ثم أمره يوما فعذبه وقال اقتله بالعذاب فلما أمسى ابن هبيرة سمر فقال من سيد قيس قالوا الأمير قال دعوا هذا سيد قيس الكوثر (24 5)
(٣٦٩)