الأخماس وتميم أكثر الخمسين وهم فرسان خراسان ولا يرضون أن يصير الامر في غير مضر فان أخرجتموهم من الامر أعانوا قتيبة قالوا إنه قد وتر بنى تميم بقتل ابن الأهتم قال لا تنظروا إلى هذا فإنهم يتعصبون للمضرية فانصرفوا رادين لرأى حضين فأرادوا أن يولوا عبد الله بن حوذان الجهضمي فأبى وتدافعوها فرجعوا إلى حضين فقالوا قد تدافعنا الرياسة فنحن نوليك أمرنا وربيعة لا تخالفك قال لا ناقة لي في هذا ولا جمل قالوا ما ترى قال إن جعلتم هذه الرياسة في تميم تم أمركم قالوا فمن ترى من تميم قال ما أرى أحدا غير وكيع فقال حيان مولى بنى شيبان ان أحدا لا يتقلد هذا الامر فيصلى بحره ويبذل دمه ويتعرض للقتل فان قدم أمير أخذه بما جنى وكان المهنأ لغيره إلا هذا الأعرابي وكيع فإنه مقدام لا يبالي ما ركب ولا ينظر في عاقبة ولا عشيرة كثيرة تطيعه وهو موتور يطلب قتيبة برياسته التي صرفها عنه وصيرها لضرار بن حصين بن زيد الفوارس بن حصين بن ضرار الضبي فمشى الناس بعضهم إلى بعض سرا وقيل لقتيبة ليس يفسد أمر الناس إلا حيان فأراد أن يغتاله وكان حيان يلاطف حشم الولاة فلا يخفون عنه شيئا قال فدعا قتيبة رجلا فأمره بقتل حيان وسمعه بعض الخدم فأتى حيان فأخبره فأرسل إليه يدعوه فحذر وتمارض وأتى الناس وكيع فسألوه أن يقوم بأمرهم فقال نعم وتمثل قول الأشهب بن رميلة سأجني ما جنيت وأن ركني * لمعتمد إلى نضد ركين قال وبخراسان يومئذ من المقاتلة من أهل البصرة من أهل العالية تسعة آلاف وبكر سبعة آلاف رئيسهم الحضين بن المنذر وتميم عشرة آلاف عليهم ضرار ابن حصين الضبي وعبد القيس أربعة آلاف عليهم عبد الله بن علوان عوذى والأزد عشرة آلاف رأسهم عبد الله بن حوذان ومن أهل الكوفة سبعة آلاف عليهم جهم بن زحر أو عبيد الله بن علي والموالي سبعة آلاف عليهم حيان وحيان يقال إنه من الديلم ويقال إنه من خراسان وإنما قيل له نبطي للكنته فأرسل حيان إلى وكيع أرأيت إن كففت عنك وأعنتك تجعل لي جانب نهر بلخ خراجه ما دمت حيا وما دمت واليا قال نعم فقال للعجم هؤلاء يقاتلون على غير دين فدعوهم
(٢٧٧)