وقد خلع واضطرب الامر فدفع إليه عهده فاستشار إخوته فقالوا لا يثق بك سليمان بعد هذا (قال على) وحدثني بعض العنبريين عن أشياخ منهم أن توبة بن أبي أسيد العنبري قال قدم صالح العراق فوجهني إلى قتيبة ليطلعني طلع ما في يده فصحبني رجل من بنى أسد فسألني عما خرجت فيه فكاتمته أمري فإنا لنسير إذ سنح لنا سانح فنظر إلى رفيقي فقال أراك في أمر جسيم وأنت تكتمني فمضيت فلما كنت بحلوان تلقاني الناس بقتل قتيبة * قال على وذكر أبو الذيال وكليب بن خلف وأبو علي الجوزجاني عن طفيل بن مرداس وأبو الحسن الجشمي ومصعب بن حبان عن أخيه مقاتل ابن حبان وأبو مخنف وغيرهم أن قتيبة لما هم بالخلع استشار إخوته فقال له عبد الرحمن اقطع بعثا فوجه فيه كل من تخافه ووجه قوما إلى مرو وسر حتى تنزل سمرقند ثم قل لمم معك من أحب المقام فله المواساة ومن أراد الانصراف فغير مستكره ولا متبوع بسوء فلا يقيم معك الا مناصح وقال له عبد الله أخلعه مكانك وادع الناس إلى خلعه فليس يختلف عليك رجلان فأخذ برأي عبد الله فخلع سليمان ودعا الناس إلى خلعه فقال للناس إني قد جمعتكم من عين التمر وفيض البحر فضممت الأخ إلى أخيه والولد إلى أبيه وقسمت بينكم فيأكم وأجريت عليكم أعطياتكم غير مكدرة مالا مؤخرة وقد جربتم الولاة قبلي أتاكم أمية فكتب إلى أمير المؤمنين ان خراج خراسان لا يقيم بمطبخي ثم جاءكم أبو سعيد فدوم بكم ثلاث سنين لا تدرون أفى طاعة أنتم أم في معصية لم يجب فيئا ولم ينكأ عدوا ثم جاءكم بنوه بعده يزيد فحل تبارى إليه النساء وانما خليفتكم يزيد بن ثروان هبنقة القيسي قال فلم يجبه أحد فغضب فقال لا أعز الله من نصرتم والله لو اجتمعتم على عنز ما كسرتم قرنه يا أهل السافلة ولا أقول أهل العالية يا أوباش الصدقة جمعتكم كما تجمع إبل الصدقة من كل أوب يا معشر بكر بن وائل يا أهل النفخ والكذب والبخل بأي يوميكم تفخرون بيوم حربكم أو بيوم سلمكم فوالله لأنا أعز منكم يا أصحاب مسيلمة يا بنى ذميم ولا أقول تميم يا أهل الخور والقصف والغدر كنتم تسمون الغدر في الجاهلية كيسان يا أصحاب سجاح يا معشر عبد القيس القساة
(٢٧٥)