ذكر الخبر عن ذلك وعن سبب مصير ابن الأشعث إلى دير الجماجم وذكر ما جرى بينه وبين الحجاج بها (ذكر هشام) عن أبي مخنف قال حدثني أبو الزبير الهمداني ثم الأرحبي قال كنت قد أصابتني جراحة وخرج أهل الكوفة يستقبلون ابن الأشعث حين أقبل فاستقبلوه بعد ما جاز قنطرة زبارا فلما دنا منها قال لي إن رأيت أن تعدل عن الطريق فلا يرى الناس جراحتك فإني لا أحب أن يستقبلهم الجرحى فافعل فعدلت ودخل الناس فلما دخل الكوفة مال إليه أهل الكوفة كلهم وسبقت همدان إليه فحفت به عند دار عمرو بن حريث إلا أن طائفة من تميم ليسوا بالكثير قد أتوا مطر بن ناجية فأرادوا أن يقاتلوا دونه فلم يطيقوا قتال الناس فدعا عبد الرحمن بالسلاليم والعجل فوضعت ليصعد الناس القصر فصعد الناس القصر فأخذوه فأتى به عبد الرحمن بن محمد فقال له استبقني فانى أفضل فرسانك وأعظمهم عنك غنى فأمر به فحبس ثم دعا به بعد ذلك فعفا عنه وبايعه مطر ودخل الناس إليه فبايعوه وسقط إليه أهل البصرة وتقوضت إليه المسالح والثغور وجاءه فيمن جاءه من أهل البصرة عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وعرف بذلك وكان قد قاتل الحجاج بالبصرة بعد خروج ابن الأشعث ثلاثا فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فقال قاتل الله عبد الرحمن إنه قد فر وقاتل غلمان من غلمان قريش بعد ثلاثا وأقبل الحجاج من البصرة فسار في البر حتى مر بين القادسية والعذيب ومنعوه من نزول القادسية وبعث إليه عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث عبد الرحمن بن العباس في خيل عظيمة من خيل المصرين فمنعوه من نزول القادسية ثم سايروه حتى ارتفعوه على وادى السباع ثم تسايروا حتى نزل الحجاج دير قرة ونزل عبد الرحمن بن العباس دير الجماجم ثم جاء ابن الأشعث فنزل بدير الجماجم والحجاج بدير قرة فكان الحجاج بعد ذلك يقول أما كان عبد الرحمن يزجر الطير حيث رآني نزلت دير قرة ونزل دير الجماجم واجتمع أهل الكوفة وأهل البصرة وأهل الثغور والمسالح بدير الجماجم والقراء
(١٥٥)