النظر عن الجهات الخارجية التي هي ليست بمستحيلة الانفكاك عقلا وعرفا.
ويمكن معارضتها أيضا بما في الطرف المقابل من رجاء اقتداء الناس به ورغبتهم في الفعل كما يومي إليه استحباب الجهر (1) بها في الليل، والأمر (2) بأخبار أخيك المؤمن وقول قد رزق الله ذلك إذا سألك هل قمت الليلة أو صمت، على أنه ربما تكون في المسجد أستر من غيره.
وبالجملة الجهات والاعتبارات في البيوت والمساجد مختلفة أشد اختلاف بملاحظة اختلاف الأشخاص والمساجد والبيوت والنوافل والأزمنة، ولعله لذا كان المستفاد من بعض الأخبار (3) استحبابها في المنزل، ومن آخر (4) في المسجد، إذ لكل خصوصية أو مزية داخلية أي لاحقة له بالذات غير مستقلة، كرجحان كون البيت مما يصلى فيه في الليل، وخارجية أي ممكنة الاستقلال وإن اجتمعت معه في الوجود الخارجي ككونها سرا مثلا وأبعد من الرياء، وإن كان بمعونة فتوى الأصحاب وظاهر الاجماعين السابقين وظهور بعض النصوص السابقة في شدة محبة الله إرادة الذكر في المنزل سرا وغير ذلك يمكن ترجيح مراعاة مزية الأول على الثاني إن لم تعاضده مزية أخرى خارجة عن المسجدية أو داخلية كمسجدية خاصة ونحوها، وإلا فمعها قد ترجح مراعاة جهة المسجدية على المنزل بمراتب، بل ربما كان نفس الإحاطة بجميع المندوبات فاضلها ومفضولها جهة مرجحة، ضرورة إرادة الله فعل الجميع، ولذا أمر بالفاضل والمفضول، وفعلوهما (عليهم السلام) معا ولم يصروا على فعل الأفضل منها خاصة،