الفوائد المدنية والشواهد المكية - محمد أمين الإسترآبادي ، السيد نور الدين العاملي - الصفحة ٣٠٠
فائدة كما لا اجتهاد عند الأخباريين لا تقليد أيضا فانحصر العمل في غير ضروريات الدين في الرواية عنهم (عليهم السلام).
فائدة إذا ظهر عليك وانكشف لديك ما حققناه ظهر عليك سر حصرهم (عليهم السلام) القاضي في ثلاثة: في نبي ووصي نبي وشقي، وذلك لأن القاضي من الرعية حينئذ يروي قضاءهم (عليهم السلام) وليس بقاض يستقل بالحكم كما تقول به العامة والعلامة ومن وافقه من أصحابنا *.
____________________
* إن حصرهم (عليهم السلام) - إن صح - فهو معلوم أن المراد به حال زمانهم (عليهم السلام) فإن الأمر كان كذلك، وقد سمى المصنف الراوي عنهم قاضيا، فيلزمه حينئذ المحذور؛ على أن اسم " القاضي " لم يعرف إلا لمن نصب نفسه للقضاء بعد أن يكون من أمر السلطان، ولم يطلق على المجتهد إلا نادرا.
وعلى كل حال فمجتهد الشيعة لا يستقل الحكم من رأيه كما نسبه إليه المصنف بغير حق، بل في كل مسألة لابد أن يذكر مستندها من الحديث تصريحا إن وجد، وإلا فبنوع من الاستدلال الراجع إلى أصولهم وحديثهم (عليهم السلام) وهذا هو الموجود عيانا في تصانيفهم وفتواهم. وقد وقع إطلاق اسم القضاء في كلامهم (عليهم السلام) على من أذنوا في التحاكم إليه بقول الإمام: " فإني قد جعلته عليكم قاضيا " (1) وهو ينفي ما أراده المصنف من لزوم المحذور لكل من صدق عليه اسم القضاء.
* * *

(1) الوسائل 18: 4 باب 1 من أبواب صفات القاضي، ح 5.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست