رحمتك ورأفتك تأخذني، وظنا بك وبحسن عشرتك بنا وللخلق أجمعين، فإن من وظائف العبودية حسن الظن بالله العظيم، فإن اهتدينا بهدايتك فهو، وإلا فنحن إلى الهاوية، وهي أهون من لقاء أمثال معاوية في تلك الباقية الخالدة، فمن جانب محروم من الانس بك وبأوليائك، ومن ناحية معذبون بأنواع تعذيبك، ومن الثالثة - وهي أشد من الأوليين - الحشر مع أعدائك والخبثاء من خلقك، فيا الله خذ بناصيتنا واهدنا الصراط السوي لقولك:
* (ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم) * (1).
ثم اعلم: أن الهداية من جنود العقل، والضلالة من جنود إبليس والجهل، وقد سكت في الرواية المعدة لتلك الجنود وأضدادها عن عدهما منها (2)، لأجل أن بعض العناوين الكلية يشملهما، وسيأتي بعض بحوث اخر حول الهداية، عند البحث عن ذي الضلالة وكيفية استنادها إليه تعالى من ذي قبل إن شاء الله.