أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام. وقيل: انه كان يستغفر لهم كل ليلة جمعة في نيف وعشرين سنة. عن وهب. وقيل: انه كان يقوم، ويصف أولاده خلفه، عشرين سنة، يدعو ويؤمنون على دعائه واستغفاره لهم، حتى نزل قبول توبتهم. وروي أن جبرائيل عليه السلام علم يعقوب هذا الدعاء: (يا رجاء المؤمنين! لا تخيب رجائي. ويا غوث المؤمنين أغثني! ويا عون المؤمنين! أعني. ويا حبيب التوابين! تب علي، واستجب لهم.
(فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين (99) ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم (100) * رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين (101) ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون (102).
الاعراب: دخول (من) في قوله (من الملك)، و (من تأويل الأحاديث) جائز أن يكون للتبعيض، فيكون المراد: آتيتني بعض الملك، وعلمتني بعض تأويل الأحاديث. وجائز أن يكون لتبيين هذا الجنس من سائر الأجناس، فيكون المعنى:
آتيتني الملك، وعلمتني التأويل، عن الزجاج قال: وقوله (تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) يدل على أن (من) هاهنا لتبيين الجنس، ومثله قوله:
(فاجتنبوا الرجس من الأوثان) أي: الرجس الذي هو وثن. (فاطر السماوات والأرض) منصوب على وجهين أحدهما: أن يكون على الصفة لقوله (رب) لأن المعنى يا ربي، فهو نداء مضاف في موضع نصب، فيكون (فاطر السماوات) صفة