أي: الظافرون بالبغية. (يبشرهم ربهم) برحمة في الدنيا على ألسنة الرسل، وبما بين في كتبه من الثواب الموعود على الجهاد (برحمة منه ورضوان) في الآخرة، (وجنات لهم فيها نعيم مقيم) أي: دائم لا يزول ولا ينقطع. (خالدين فيها أبدا) أي: دائمين فيها مع كون النعيم مقيما لهم (إن الله عنده أجر) أي: جزاء على العمل (عظيم) أي: كثير متضاعف لا يبلغه نعمة غيره. من الخلق.
(يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولائك هم الظالمون (23) قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين (24).
القراءة: قرأ أبو بكر عن عاصم: (وعشيراتكم) على الجمع. والباقون:
(وعشيرتكم) على التوحيد.
الحجة: من أفرد: فلأن العشيرة يقع على الجمع. وقال أبو الحسن، العرب لا تجمع العشيرة عشيرات، وإنما تقول عشائر، ومن جمع فلأن كل واحد من المخاطبين له عشيرة.
اللغة: الاستحباب: طلب المحبة، ويجوز أن يكون استحب بمعنى أحب، كما أن استجاب يكون بمعنى أجاب، فيكون كأنه طلب محبة، فوقع له. والعشيرة:
الجماعة ترجع إلى عقد واحد، كالعشرة، ومنه المعاشرة. والاقتراف: اقتطاع الشئ من مكانه إلى غيره من قرفت القرحة إذا قشرتها، والقرف: القشر.
والتربص: التثبت في الشئ حتى يجئ وقته. والتربص، و التثبت، والتنظر، والتوقف، نظائر، ونقيضه: التعجل.
النزول: روي عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام: أنها نزلت في حاطب بن