أسرارهم وعلى الأقوال الأخر معناه: ليستروا ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
(ألا حين يستغشون ثيابهم) معناه: أنهم يتغطون بثيابهم، ثم يتفاوضون فيما كانوا يدبرونه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى المؤمنين، فيكتمونه، عن ابن عباس. فبين الله سبحانه أنه (يعلم ما يسرون وما يعلنون) وقت ما يتغطون بثيابهم، ويجعلونها غشاء فوقهم، لا بمعنى أنه يتجدد له العلم في حال استغشائهم بالثوب، بل هو عالم بذلك في الأزل (إنه عليم بذات الصدور) يريد بما في النفوس، عن ابن عباس، وبحقيقة ما في القلوب من المضمرات. وقيل: إنه كنى باستغشاء ثيابهم عن الليل، لأنهم يتغطون بظلمته، كما يتغطون بثيابهم.
(* وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين (6) وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه وعلى الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين (7) ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون (8).
اللغة: الدابة: الحي الذي من شأنه أن يدب. وقد صار في العرف مختصا بنوع من الحيوان، وقد ورد القرآن بها على الأصل في قوله: (وما من دابة)، (والله خالق كل دابة).
الاعراب: اللام في قوله (لئن): لام القسم، ولا يجوز أن يكون لام الابتداء، لأنها دخلت على أن التي للجزاء، ولام الابتداء، إنما هي للاسم أو ما ضارع الاسم في باب ان، وجواب الجزاء مستغنى عنه بجواب القسم، لأنه إذا جاء في صدر الكلام، غلب عليه، كما أنه إذا تأخر وتوسط الغي. (ويوم يأتيهم) نصب على الظرف من مصروف أي: ليس يصرف العذاب عنهم يوم يأتيهم العذاب.
المعنى: (وما من دابة في الأرض) أي: ليس من دابة تدب على وجه