تقطع قلوبهم) معناه: إلا أن يموتوا. والمراد بالآية أنهم لا ينزعون عن الخطيئة، ولا يتوبون حتى يموتوا على نفاقهم وكفرهم، فإذا ماتوا عرفوا بالموت ما كانوا تركوه من الإيمان، وأخذوا به من الكفر. وقيل: معناه إلا أن يتوبوا توبة تتقطع بها قلوبهم ندما وأسفا على تفريطهم (والله عليم) أي: عالم بنيتهم في بناء مسجد الضرار (حكيم) في أمره بنقضه، والمنع من الصلاة فيه.
(* إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرءان ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (111) التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الأمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين (112).
القراءة: قرأ أهل الكوفة غير عاصم: (فيقتلون) بضم الياء، (ويقتلون) بفتح الياء. والباقون: (فيقتلون) بفتح الياء، (ويقتلون) بضمها. وفي قراءة أبي وعبد الله بن مسعود، والأعمش: (التائبين العابدين) بالياء إلى آخرها، وروي ذلك عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام.
الحجة: قال أبو علي: من قرأ: (فيقتلون ويقتلون) فقدم الفعل المسند إلى الفاعل، فلأنهم يقتلون أولا في سبيل الله، ويقتلون ولا يقتلون، إذا قتلوا. ومن قدم الفعل المسند إلى المفعول به، جاز أن يكون في المعنى مثل الأول، لأن المعطوف بالواو، يجوز أن يراد به التقديم، فإن لم يقدر فيه التقديم، كان المعنى في قوله (فيقتلون) بعد قوله (يقتلون) بقتل من بقي منهم بعد قتل من قتل.
وأما الرفع في قوله (التائبون العابدون): فعلى القطع والاستئناف أي: هم التائبون، ولكون على المدح. وقيل: إنه رفع على الابتداء، وخبره محذوف بعد قوله (والحافظون لحدود الله) أي: لهم الجنة أيضا، عن الزجاج. وقيل إنه رفع على البدل من الضمير في (يقاتلون) أي: يقاتل التائبون. وأما (التائبين