وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم (31) قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين (32) قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين (33) فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم (34) ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين (35).
القراءة: روي عن علي عليه السلام، وعن علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد عليهم السلام، وعن الحسن بخلاف، ويحيى بن يعمر، وقتادة بخلاف، ومجاهد بخلاف، وابن محيصن: (قد شعفها) بالعين. وروي عن أبي جعفر:
(متكا) بغير همز مشدد التاء. والباقون: (متكأ) بالهمزة والتشديد. وروي في الشواذ قراءة مجاهد (متكا) خفيفة ساكنة التاء، وروي ذلك عن ابن عباس. وقرأ أبو عمر: (وحاشى الله) والباقون: (حاش لله). وروي عن ابن مسعود، وأبي كعب: (حاش الله). وعن الحسن: (حاش الإله). وفي رواية أخرى عنه (حاش لله) بسكون الشين. وقرأ يعقوب وحده: (السجن أحب إلي) بفتح السين. والباقون بكسرها.
الحجة: قال الزجاج: معنى (شعفها) بالعين، ذهب بها كل مذهب، مشتق من شعفات الجبال أي: رؤوس الجبال، يقال فلان مشعوف بكذا أي: قد ذهب به الحب أقصى المذاهب. وقال ابن جني: معناه وصل حبه إلى قلبها، فكاد يحرقه لحدته. وأصله من البعير يهنأ بالقطران، فتصل حرارة ذلك إلى قلبه، قال امرؤ القيس:
لتقتلني، وقد شعفت فؤادها * كما شعف المهنوءة الرجل الطالي (1)