ضراء) مستهم، عن أبي مسلم. وقيل: إنه يتصل بما تقدم في السورة من دلائل التوحيد، فكأنه قال: إلهكم الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا، وهو الذي يسيركم.
(إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون (24) والله يدعوا إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم (25).
القراءة: في الشواذ قراءة الأعرج، والشعبي، وأبي العالية، ونصر بن عاصم، والحسن بخلاف (وأزينت). وقراءة أبي عثمان: (وازيأنت).
الحجة: أما (إزينت) فأصله تزينت، فأدغمت التاء في الزاي، وسكنت الزاي، فاجتلبت لها ألف الوصل. وأما (أزينت) فإنه على أفعلت أي: جاءت بالزينة. وإزينت أجود في العربية لأن أزينت الأجود فيه أزانت مثل أقال وأباع. وأما أزيأنت فوزنه افعالت، وأصله أزيانت مثل ادهامت واسوادت، إلا أنه كره التقاء الساكنين، فحركت الألف، فانقلبت همزة، كقول كثير:
وللأرض أما سودها فتجللت * بياضا، وأما بيضها فادهأمت (1) اللغة: الزخرف: كمال حسن الشئ، ويقال زخرفته أي: حسنته، ومنه زخرفت الجنة لأهلها أي: زينت بأحسن الألوان. وغني بالمكان: أقام به.
والمغاني: المنازل. قال النابغة:
غنيت بذلك إذ هم لك جيرة (2) * منها بعطف رسالة وتودد