فيها) مضى تفسيره قبل (ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود) ألا بعدوا من رحمة الله بعدا كما بعدت ثمود. وقيل: ألا هلاكا لهم كما هلكت ثمود، وتقديره ألا أهلكهم الله فبعدوا بعدا. قال البلخي: يجوز أن تكون الصيحة صيحة على الحقيقة، كما روي. ويجوز أن تكون ضربا من العذاب أهلكهم الله به، واصطلمهم. تقول العرب: صاح الزمان بهم: إذا هلكوا. وقال امرؤ القيس:
فدع عنك نهبا صيح في حجراته ولكن حديث ما حديث الرواحل (1) ومعنى (صيح في حجراته) أذهب وأهلك. قالوا: وإنما شبه حالهم بحال ثمود خاصة، لأنهم أهلكوا بالصيحة كما أهلكت ثمود بمثل ذلك مع الرجفة.
(ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين (96) إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد (97) يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود (98) وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود (99) ذلك من أنباء القرا نقصه عليك منها قائم وحصيد (100) وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شئ لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب (101) وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرا وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد (102) إن في ذلك لأية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود (103).
اللغة: يقال: قدمت القوم أقدمهم قدما إذا مشيت أمامهم واتبعوك. الأزهري:
قدم يقدم وتقدم وقدم وأقدم واستقدم بمعنى. والورد: ورود الماء الذي يورد والإبل الواردة: والجمع أوراد. والإيراد: إيجاب الورود في الماء، أو ما يقوم مقامه. قال الشاعر: