يكون في الآخرة. أورده الشيخ أبو جعفر (قدس الله روحه) وقال: ذكره قوم من أصحابنا في التفسير. وعاشرها: إن المراد إلا ما شاء ربك أن يتجاوز عنهم، فلا يدخلهم النار. والاستثناء لأهل التوحيد، عن أبي مجلز قال: هي جزاؤهم، وإن شاء سبحانه تجاوز عنهم. والاستثناء يكون على هذا من الأعيان.
(وأما الذين سعدوا) أي: سعدوا بطاعة الله وانتهائهم عن المعاصي (ففي الجنة) يكونون في الجنة (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض) أي مدة دوام السماوات والأرض (إلا ما شاء ربك) يتأتى فيه جميع ما ذكرنا في الاستثناء من الخلود في النار، إلا ما مضى ذكره من جواز اخراج بعض الأشقياء من تناول الوعيد لهم، وإخراجهم من النار بعد دخولهم فيها. فإن ذلك لا يتأتى ههنا لإجماع الأمة على أن من استحق الثواب، فلا بد أن يدخل الجنة، وأنه لا يخرج منها بعد دخوله فيها (عطاء غير مجذوذ) أي: غير مقطوع.
(فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص (109) ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب (110) وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير (111) فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير (112).
القراءة: قرأ أبو جعفر، وابن عامر، وحمزة، وحفص: (وإن كلا لما) بتشديد النون والميم. وقرأ أهل البصرة، والكسائي، وخلف: (وإن كلا) بتشديد النون (لما) بتخفيف الميم. وقرأ نافع، وابن كثير. (وإن كلا) خفيفة النون (لما) خفيفة الميم. وقرأ أبو بكر عن عاصم: (وإن كلا) خفيفة النون (لما) مشددة الميم. وفي الشواذ قراءة الزهري، وسليمان بن أرقم: (لما) بالتنوين وقراءة ابن مسعود (وإن كل) بالرفع إلا (ليوفينهم).
الحجة: قال أبو علي: من قرأ (وإن كلا لما) بتشديد (إن) وتخفيف (لما): فوجهه بين، وهو أنه نصب كلا بأن. وأن يقتضي أن يدخل على خبرها أو