الكفار) بالسيف، والقتال (والمنافقين): واختلفوا في كيفية جهاد المنافقين فقيل: إن جهادهم باللسان، والوعظ، والتخويف. عن الجبائي. وقيل: جهادهم بإقامة الحدود عليهم، وكان نصيبهم من الحدود أكثر. وقيل: هو بالأنواع الثلاثة بحسب الإمكان، يريد باليد، فإن لم يستطع فباللسان، فإن لم يستطع فبالقلب، فإن لم يقدر فليكفهر في وجوههم (1)، عن ابن مسعود.
وروي في قراءة أهل البيت: جاهد الكفار بالمنافقين، قالوا: لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يقاتل المنافقين، وإنما كان يتألفهم، لأن المنافقين لا يظهرون الكفر، وعلم الله تعالى بكفرهم لا يبيح قتلهم، إذا كانوا يظهرون الإيمان (وأغلظ عليهم) ومعناه: وأسمعهم الكلام الغليظ الشديد، ولا ترق عليهم (ومأواهم جهنم) أي:
منزلهم، ومقامهم، ومسكنهم، جهنم، يريد مأوى الفريقين (وبئس المصير) أي:
بئس المرجع والمأوى.
(ويحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولى ولا نصير (74).
اللغة: الهم: مقارنة الفعل بتقليبه في النفس، تقول: هم بالشئ، يهم، هما، وليس الهم من العزم في شئ، إلا أن يبلغ نهاية القوة في النفس. والنيل:
لحوق الأمر، يقال: نال ما اشتهى، أو تمنى، أي: أدركه. ونقم منه شيئا أي:
أنكر، قال:
ما نقموا من بني أمية إلا أنهم يحلمون إن غضبوا والفضل: الزيادة في الخير على مقدار ما. وأما التفضل: فهو الزيادة من الخير الذي كان للقادر عليه أن يفعله، وأن لا يفعله.