(وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبد له من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلى إني أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم (15) قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون (16) فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح المجرمون (17).
القراءة: في رواية أبي ربيعة، عن البزي، عن ابن كثير: (ولأدراكم)، فجعلها لاما دخلت على (أدراكم). وأمال في (ادراكم، وادراك) في جميع القرآن أبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف. وروي في الشواذ عن ابن عباس والحسن:
(ولا ادريكم به).
الحجة: قال أبو علي: حكى سيبويه دريته ودريت به، والأكثر في الاستعمال بالباء. ويبين ذلك قوله: (ولا أدراكم) ولو جاء على اللغة الأخرى، لكان (ولا أدراكموه). وقال: الدرية كالفطنة والشعرة، وهي مصادر يراد بها ضروب من العلم. أما الدراية فكالهداية والدلالة، فكأن الدراية التأني، والتعمل لعلم الشئ.
وعلى هذا المعنى ما تصرف من هذه الكلمة، أنشد أبو زيد:
فإن غزالك الذي كنت تدري إذا شئت ليث خادر بين أشبل (1) وتدري: أي تختل، ومنه الدرية في قول أكثر الناس: الختل الذي يستتر به الصائد من الوحش، كأنه يختل به، وداريت الرجل: لاينته وخاتلته، وإذا كان الحرف على هذا، فالداري في وصف القديم سبحانه لا يسوغ. فأما قول الراجز (لا هم لا أدري وأنت الداري) (2) فلا يكون حجة في جواز ذلك، لأنه استجاز ذلك لما تقدم من قوله لا أدري، كما جاز: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه) و (ان