(وقال الملك إني أرى في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون (43) قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين (44) وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون (45) يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون (46) قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون (47) ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون (48) ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون (49).
القراءة: قرأ حفص: (دأبا) بفتح الهمزة. والباقون: بسكونها. وقرأ (تعصرون) بالتاء أهل الكوفة غير عاصم. والباقون: بالياء. وفي الشواذ قراءة ابن عباس، وابن عمر بخلاف، والضحاك، وقتادة، وزيد بن علي عليه السلام: (وادكر بعد أمه) بالهاء. وقراءة الأشهب العقيلي: (بعد إمة) بكسر الهمزة. وقرأ جعفر بن محمد عليهما السلام: (وسبع سنابل) وقرأ أيضا (ما قربتم) وقرأ هو، والأعرج، وعيسى ابن عمر (وفيه يعصرون) بياء مضمومة، وصاد مفتوحة.
الحجة: قال أبو علي: انتصب (دأبا) بما دل عليه (تزرعون)، وفي علاج ودؤوب، فكأنه قال تدأبون، فانتصب دأبا به لا بالمضمر، ولعل الفتح لغة فيه، فيكون كشمع وشمع، ونهر ونهر، و (يعصرون): يحتمل أمرين: أحدهما: أن يكون من العصر، الذي يراد به الضغط الذي يلحق ما فيه دهن، أو ماء، نحو الزيتون، والسمسم، والعنب، ليخرج ذلك منه، وهذا يمكن أن يكون تأويل الآية عليه، لأن من المتأولين من يحكي أنهم لم يعصروا أربع عشرة سنة، زيتا ولا عنبا، فيكون المعنى تعصرون للخصب الذي أتاكم كما كنتم تعصرون أيام الخصب من قبل