الناس، والعلم بوجوه المصالح، فإن الناس كانوا إذا تحاكموا على العزيز، أمره بأن يحكم بينهم، لما رأى من عقله، وإصابته في الرأي. وقيل: هو العلم والعمل به، وهو الحكم (وكذلك نجزي المحسنين) أي: مثل ما جزينا يوسف بصبره، نجزي كل من أحسن أي: فعل الأفعال الحسنة من الطاعات. وقيل: إن المحسنين:
الصابرون على النوائب، عن الضحاك. وقيل: هم المؤمنون، عن ابن عباس.
وقيل: أراد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أي: كما فعلنا بيوسف، وأعطيناه الملك بعد مقاساته البلاء والشدة، كذلك نفعل بك يا محمد، عن ابن جريج.
(وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه، ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون (23).
القراءة: قرأ أهل المدينة والشام: (هيت لك) بكسر الهاء وفتح التاء. وقرأ ابن كثير: (هيت لك) بفتح الهاء وضم التاء. وقرأ الباقون: (هيت لك) بفتح الهاء والتاء. وروي عن علي عليه السلام، وأبي رجاء، وأبي وائل، ويحيى بن وثاب:
(هئت لك) بالهمزة وضم التاء. وروي ذلك على خلاف فيه عن ابن عباس، وعن عكرمة، ومجاهد، وقتادة. وروي عن ابن عباس أيضا (هيت لك) بفتح الهاء وكسر التاء. وروي ذلك عن أبي الأسود، وابن أبي إسحاق، وأبن محيصن، وعيسى الثقفي. وروي أيضا عن ابن عباس: (هيئت لك) أيضا.
الحجة: قال الزجاج: في (هيت لك) لغات أجودها (هيت لك) بفتح الهاء والتاء. قال الشاعر:
أبلغ أمير المؤمنين أخا العراق إذا أتيتا إن العراق، وأهله، عنق إليك، فهيت هيتا (1) أي: فأقبل وتعال. وحكى قطرب أنه أنشده بعض أهل الحجاز لطرفة:
ليس قومي بالأبعدين إذا ما قال داع من العشيرة: هيت .