لحديث أنس ليس بالأمهق وهو أصح ويمكن الجمع يحمل ما في رواية علي على ما تحت الثياب مما لا يلاقي الشمس والله أعلم (قوله ليس بجعد قطط ولا سبط) بفتح أوله وكسر الموحدة والجعودة في الشعر ان لا يتكسر ولا يسترسل والسبوطة ضده فكأنه أراد انه وسط بينهما ووقع في حديث علي عند الترمذي وابن أبي خيثمة ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط كان جعدا رجلا وقوله رجل بكسر الجيم ومنهم من يسكنها اي متسرح وهو مرفوع على الاستئناف أي هو رجل ووقع عند الأصيلي بالخفض وهو وهم لأنه يصير معطوفا على المنفي وقد وجه على أنه خفضه على المجاورة وفي بعض الروايات بفتح اللام وتشديد الجيم على أنه فعل ماض (قوله أنزل عليه) في رواية مالك بعثه الله (قوله وهو ابن أربعين) في رواية مالك على رأس أربعين وهذا انما يتم على القول بأنه بعث في الشهر الذي ولد فيه والمشهور عند الجمهور انه ولد في شهر ربيع الأول وانه بعث في شهر رمضان فعلى هذا يكون له حين بعث أربعون سنة ونصف أو تسع وثلاثون ونصف فمن قال أربعين ألغى الكسر أو جبر لكن قال المسعودي وابن عبد البر انه بعث في شهر ربيع الأول فعلى هذا يكون له أربعون سنة سواء وقال بعضهم بعث وله أربعون سنة وعشرة أيام وعند الجعابي أربعون سنة وعشرون يوما وعن الزبير بن بكار انه ولد في شهر رمضان وهو شاذ فإن كان محفوظا وضم إلى المشهور ان المبعث في رمضان فيصح انه بعث عند اكمال الأربعين أيضا وأبعد منه قول من قال بعث في رمضان وهو ابن أربعين سنة وشهرين فإنه يقتضي انه ولد في شهر رجب ولم أر من صرح به ثم رأيته كذلك مصرحا به في تاريخ أبي عبد الرحمن العتقي وعزاه للحسين ابن علي وزاد لسبع وعشرين من رجب وهو شاذ ومن الشاذ أيضا ما رواه الحاكم من طريق يحيى ابن سعيد بن سعيد بن المسيب قال أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وأربعين وهو قول الواقدي وتبعه البلاذري وابن أبي عاصم وفي تاريخ يعقوب بن سفيان وغيره عن مكحول انه بعث بعد ثنتين وأربعين (وقوله فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه) مقتضي هذا انه عاش ستين سنة وأخرج مسلم من وجه آخر عن أنس انه صلى الله عليه وسلم عاش ثلاثا وستين وهو موافق لحديث عائشة الماضي قريبا وبه قال الجمهور وقال الإسماعيلي لا بد أن يكون الصحيح أحدهما وجمع غيره بالغاء الكسر وسيأتي بقية الكلام على هذا الموضع في الوفاة آخر المغازي إن شاء الله تعالى (قوله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء) اي بل دون ذلك ولابن أبي خيثمة من طريق أبي بكر بن عياش قلت لربيعة جالست أنسا قال نعم وسمعته يقول شاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين شيبة ههنا يعني العنفقة ولاسحق بن راهويه وابن حبان والبيهقي من حديث ابن عمر كان شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوا من عشرين شعرة بيضاء في مقدمه وقد اقتضى حديث عبد الله بن بسر ان شيبه كان لا يزيد على عشرة شعرات لايراده بصيغة جمع القلة لكن خص ذلك بعنفقته فيحمل الزائد على ذلك في صدغيه كما في حديث البراء لكن وقع عند ابن سعد باسناد صحيح عن حميد عن أنس في أثناء حديث قال ولم يبلغ ما في لحيته من الشيب عشرين شعرة قال حميد وأومأ إلى عنفقته سبع عشرة وقد روى ابن سعد أيضا باسناد صحيح عن ثابت عن أنس قال ما كان في رأس النبي صلى الله عليه وسلم ولحيته الا سبع عشرة أو ثماني عشرة ولابن أبي خيثمة من حديث حميد عن أنس لم يكن في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون
(٤١٤)