عائذ في قصة شق صدره وهو في بلاد بني سعد بن بكر أقبل وفي يده خاتم له شعاع فوضعه بين كتفيه وثدييه الحديث وهذا قد يؤخذ منه ان الختم وقع في موضعين من جسده والعلم عند الله (قوله حدثنا محمد بن عبيد الله) بالتصغير هو أبو ثابت المدني مشهور بكنيته والاسناد كله مدنيون وأصل شيخه حاتم بن إسماعيل كوفي (قوله ذهبت بي خالتي) لم أقف على اسمها وأما أمه فاسمها علبة بضم المهملة وسكون اللام بعدها موحدة بنت شريح أخت مخرمة بن شريح (قوله وقع) بفتح الواو وكسر القاف وبالتنوين أي وجع وزنه ومعناه وقد مضى في الطهارة بلفظ وجع وجاء بلفظ الفعل الماضي مبنيا للفاعل والمراد أنه كان يشتكي رجله كما ثبت في غير هذه الطريق (قوله فمسح رأسي ودعا لي بالبركة) سيأتي شرحه في كتاب الأدب إن شاء الله تعالى (قوله فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه) في حديث عبد الله بن سرجس عند مسلم أنه كان إلى جهة كتفه اليسرى (قوله قال ابن عبيد الله الحجلة من حجل الفرس الذي بين عينيه وقال إبراهيم بن حمزة مثل زر الحجلة) قلت هكذا وقع وكأنه سقط منه شئ لأنه يبعد من شيخه محمد بن عبيد الله أن يفسر الحجلة ولم يقع لها في سياقه ذكر وكأنه كان فيه مثل زر الحجلة ثم فسرها وكذلك وقع في أصل النسفي تضبيب بين قوله بين كتفيه وبين قوله قال ابن عبيد الله وأما التعليق عن إبراهيم بن حمزة فالمراد انه روى هذا الحديث كما رواه محمد بن عبيد الله الا انه خالف في هذه الكلمة وسيأتي الحديث عنه موصولا بتمامه في كتاب الطب وقد زعم ابن التين أنها في رواية ابن عبيد الله بضم المهملة وسكون الجيم وفي رواية ابن حمزة بفتحهما وحكى ابن دحية مثله وزاد في الأول كسر المهملة مع ضمها وقيل الفرق بين رواية بن حمزة وابن عبيد الله أن رواية ابن عبيد الله بتقديم الزاي على الراء على المشهور ورواية ابن حمزة بالعكس بتقديم الراء على الزاي وهو مأخوذ من ارتز الشئ إذا دخل في الأرض ومنه الرزة والمراد بها هنا البيضة يقال ارتزت الجرادة إذا أدخلت ذنبها في الأرض لتبيض وعلى هذا فالمراد بالحجلة الطير المعروف وجزم السهيلي بان المراد بالحجلة هنا الكلة التي تعلق على السرير ويزين بها للعروس كالبشخانات والزر على هذا حقيقة لأنها تكون ذات أزرار وعرى واستبعد قول ابن عبيد الله بأنها من حجل الفرس الذي بين عينيه بان التحجيل انما يكون في القوائم وأما الذي في الوجه فهو الغرة وهو كما قال الا ان منهم من يطلقه على ذلك مجازا وكأنه أراد أنها قدر الزر والا فالغرة لا زر لها وجزم الترمذي بأن المراد بالحجلة الطير المعروف وان المراد بزرها بيضها ويعضده ما سيأتي انه مثل بيضة الحمامة وقد وردت في صفة خاتم النبوة أحاديث متقاربة لما ذكر هنا منها عند مسلم عن جابر بن سمرة كأنه بيضة حمامة ووقع في رواية ابن حبان من طريق سماك ابن حرب كبيضة نعامة ونبه على أنها غلط (2) وعن عبد الله بن سرجس نظرت خاتم النبوة جمعا عليه خيلان وعند ابن حبان من حديث ابن عمر مثل البندقة من اللحم وعند الترمذي كبضعة ناشزة من اللحم وعند قاسم بن ثابت من حديث قرة بن اياس مثل السلعة وأما ما ورد من أنها كانت كأثر محجم أو كالشامة السوداء أو الخضراء أو مكتوب عليها محمد رسول الله أو سر فأنت المنصور أو نحو ذلك فلم يثبت منها شئ وقد أطنب الحافظ قطب الدين في استيعابها في شرح السيرة وتبعه مغلطاي في الزهر الباسم ولم يبين شيئا من حالها والحق ما ذكرته ولا تغتر بما وقع منها في صحيح ابن حبان فاتنه غفل حيث صحح ذلك والله أعلم قال القرطبي اتفقت الأحاديث الثابتة على أن
(٤١٠)