الرواية المعلقة تلو هذه سماع قتادة من عقبة وعقبة المذكور أزدى بصري وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وحديث آخر تقدم في الوكالة وطريق معاذ هذه وصلها مسلم عن عبيد الله بن معاذ العنبري عن أبيه به (قوله رغسه الله) بفتح الراء والغين المعجمة بعدها سين مهملة أي كثر ماله وقيل رغس كل شئ أصله فكأنه قال جعل له أصلا من مال ووقع في مسلم رأسه الله بهمز بدل الغين المعجمة قال ابن التين وهو غلط فان صح أي من جهة الرواية فكأنه كان فيه راشه يعني بألف ساكنة بغير همز وبشين معجمة والريش والرياش المال انتهى ويحتمل في توجيه رواية مسلم أن يقال معنى رأسه جعله رأسا ويكون بتشديد الهمزة وقوله ما لا أي بسبب المال (قوله قال عقبة لحذيفة) هو عقبة بن عمرو ابن مسعود الأنصاري البدري (قوله حدثنا موسى) هو ابن إسماعيل التبوذكي وفي رواية الكشميهني حدثنا مسدد وصوب أبو ذر رواية الأكثر وبذلك جزم أبو نعيم في المستخرج أنه عن موسى وموسى ومسدد جميعا قد سمعا من أبي عوانة لكن الصواب هنا موسى لان المصنف ساق الحديث عن مسدد ثم بين أن موسى خالفه في لفظه منه وهي قوله في يوم راح فان في رواية مسدد يوم حار وقد تقدم سياق موسى في أول باب ذكر بني إسرائيل وقال فيه انظروا يوما راحا وقوله راحا أي كثير الريح ويقال ذلك للموضع الذي تخترقه الرياح قال الجوهري يوم راح أي شديد الريح وإذا كان طيب الريح يقال الريح بتشديد الياء وقال الخطابي يوم راح أي ذو ريح كما يقال رجل مال أي ذو مال وأما رواية الباب فقوله في يوم حار فهو بتخفيف الراء قال ابن فارس الحور ريح تحن كحنين الإبل وقد نبه أبو علي الجياني على ما وقع من ذلك وظن بعض المتأخرين أنه عني بذلك ما وقع في أول ذكر بني إسرائيل فاعترض عليه بأنه ليس هناك الا روايته عن موسى بن إسماعيل في جميع الطرق وهو صحيح لكن مراد الجياني ما وقع هنا وهو بين لمن تأمل ذلك (قوله حدثنا عبد الملك) هو ابن عمير المذكور في الاسناد الذي قبله ومراده أن عبد الملك رواه بالاسناد المذكور مثل الرواية التي قبله الا في هذه اللفظة وهذا يقتضي خطأ من أورده في الرواية الأولى بلفظ راح وهي رواية السرخسي وقد رواه أبو الوليد عن أبي عوانة فقال فيه في ريح عاصف أخرجه المصنف في الرقاق (قوله حدثنا هشام) هو ابن يوسف (قوله كان رجل يسرف على نفسه) تقدم في حديث حذيفة أنه كان نباشا وفي الرواية التي في الرقاق أنه كان يسئ الظن بعمله وفيه انه لم يبتئر خيرا وسيأتي نقل الخلاف في تحريرها هناك إن شاء الله تعالى وفي حديث أبي سعيد ان رجلا كان قبلكم (قوله أوروا) بفتح الهمزة وسكون الواو وضم الراء أي اقدحوا وأشعلوا (قوله إذا أنامت فاحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني) بضم المعجمة وتشديد الراء في حديث أبي سعيد فقال لبنيه لما حضر بضم المهملة وكسر المعجمة اي حضره الموت اي أبي كنت لكم قالوا خير أب قال فاني لم أعمل خيرا قط فإذا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني بفتح أوله والتخفيف وفي رواية الكشميهني ثم أذروني بزيادة همزة مفتوحة في أوله فالأول بمعنى دعوني أي اتركوني والثاني من قوله أذرت الريح الشئ إذا فرقته بهبوبها وهو موافق لرواية أبي هريرة (قوله في الريح) تقدم ما في رواية حذيفة من الخلاف في هذه اللفظة وفي حديث أبي سعيد في يوم عاصف
(٣٧٩)