أي عاصف ريحه وفي حديث معاذ عن شعبة عند مسلم في ريح عاصف ووقع في حديث موسى بن إسماعيل في أول الباب حتى إذا اكلت لحمي وخلصت إلى عظمي وامتحشت وهو بضم المثناة وكسر المهملة بعدها شين معجمة أي وصل الحرق العظام والمحش احراق النار الجلد (قوله فوالله لئن قدر الله على) في رواية الكشميهني لئن قدر علي ربي قال الخطابي قد يستشكل هذا فيقال كيف يغفر له وهو منكر للبعث والقدرة على احياء الموتى والجواب أنه لم ينكر البعث وانما جهل فظن أنه إذا فعل به ذلك لا يعاد فلا يعذب وقد ظهر ايمانه باعترافه بأنه انما فعل ذلك من خشية الله قال ابن قتيبة قد يغلط في بعض الصفات قوم من المسلمين فلا يكفرون بذلك ورده ابن الجوزي وقال جحده صفة القدرة كفر اتفاقا وانما قيل إن معنى قوله لئن قدر الله على أي ضيق وهي كقوله ومن قدر عليه رزقه اي ضيق وأما قوله لعلي أضل الله فمعناه لعلي أفوته يقال ضل الشئ إذا فات وذهب وهو كقوله لا يضل ربي لا ينسى ولعل هذا الرجل قال ذلك من شدة جزعه وخوفه كما غلظ ذلك الآخر فقال أنت عبدي وأنا ربك أو يكون قوله لئن قدر علي بتشديد الدال اي قدر على أن يعذبني ليعذبني أو على أنه كان مثبتا للصانع وكان في زمن الفترة فلم تبلغه شرائط الايمان وأظهر الأقوال أنه قال ذلك في حال دهشته وغلبة الخوف عليه حتى ذهب بعقله لما يقول ولم يقله قاصد الحقيقة معناه بل في حالة كان فيها كالغافل والذاهل والناسي الذي لا يؤاخذ بما يصدر منه وأبعد الأقوال قوله من قال إنه كان في شرعهم جواز المغفرة للكافر (قوله فامر الله الأرض فقال اجمعي ما فيك منه ففعلت) وفي حديث سلمان الفارسي عن أبي عوانة في صحيحه فقال الله له كن فكان كأسرع من طرفة العين وهذا جميعه كما قال ابن عقيل اخبار عما سيقع له يوم القيامة وليس كما قال بعضهم أنه خاطب روحه فان ذلك لا يناسب قوله فجمعه الله لان التحريق والتفريق انما وقع على الجسد وهو الذي يجمع ويعاد عند البعث (قوله وقال غيره خشيتك) الغير المذكور هو عبد الرزاق كذا رواه عن معمر بلفظ خشيتك بدل مخافتك وأخرجه أحمد عن عبد الرزاق بهذا وقد وقع في حديث أبي سعد مخافتك وفي حديث حذيفة خشيتك (قوله في آخر حديث أبي سعيد فتلقاه رحمته) في رواية الكشميهني فتلافاه قال ابن التين اما تلقاه بالقاف فواضح لكن المشهور تعديته بالباء وقد جاء هنا بغير تعدية وعلى هذا فالرحمة منصوبة على المفعولين ويحتمل أن يكون ذكر الرحمة وهي على هذا بالرفع قال واما تلافاه بالفاء فلا أعرف له وجها الا أن يكون أصله فتلففه اي غشاه فلما اجتمعت الثلاث فاءات أبدلت الأخيرة ألفا مثل دساها كذا قال ولا يخفى تكلفه والذي يظهر أنه من الثلاثي والقول فيه كالقول في التلقي وقد وقع في حديث سلمان مما تلافاه عندهما ان غفر له * الحديث التاسع والعشرون حديث أبي هريرة في الذي كان يداين الناس قد تقدم في البيوع * الحديث الثلاثون حديث عبد الله وهو ابن عمر في التي ربطت الهرة ولم أقف على اسمها لكن تقدم أنها سوداء وانها حميرية وانها من بني إسرائيل وانه لا تنافي بين ذلك وتقدم شرحه في أواخر بدء الخلق * الحديث الحادي والثلاثون (قوله عن أبي مسعود) هذا هو المحفوظ ورواه إبراهيم بن سعد عن منصور عن عبد الملك فقال عن ربعي بن حراش عن حذيفة حكاه الدارقطني في العلل قال ورواه أبو مالك الأشجعي أيضا عن ربعي عن حذيفة (قلت) روايته عند أحمد وليس ببعيد أن يكون ربعي سمعه من أبي مسعود ومن حذيفة جميعا (قوله إن
(٣٨٠)