وقيل ما يلبس فوق الخف (قوله فغفر لها) زاد الكشميهني به وقد تقدم الكلام على هذا الحديث مشروحا في كتاب الشرب لكن وقع هناك وفي الطهارة ان الذي سقى الكلب رجل وانه سقاه في خفه ويحتمل تعدد القصة وقدمت بقية الكلام في كتاب الشرب والله أعلم * الحديث السادس عشر حديث معاوية (قوله عام حج) في رواية سعيد بن المسيب الآتية آخر الباب آخر قدمة قدمها (قلت) وكان ذلك في سنة إحدى وخمسين وهي آخر حجة حجها في خلافته (قوله فتناول قصة) بضم القاف وتشديد المهملة هي شعر الناصية والحرسي منسوب إلى الحرس وهو واحد الحراس (قوله أين علماؤكم) فيه إشارة إلى أن العلماء إذ ذاك فيهم كانوا قد قلوا وهو كذلك لان غالب الصحابة كانوا يومئذ قد ماتوا وكانه رأى جهال عوامهم صنعوا ذلك فأراد أن يذكر علماءهم وينبهم بما تركوه من انكار ذلك ويحتمل أن يكون ترك من بقي من الصحابة ومن أكابر التابعين إذ ذاك الانكار اما لاعتقاد عدم التحريم ممن بلغه الخبر فحمله على كراهة التنزيه أو كان يخشى من سطوة الامراء في ذلك الزمان على من يستبد بالانكار لئلا ينسب إلى الاعتراض على أولي الامر أو كانوا ممن لم يبلغهم الخبر أصلا أو بلغ بعضهم لكن لم يتذكروه حتى ذكرهم به معاوية فكل هذه أعذار ممكنة لمن كان موجودا إذ ذاك من العلماء واما من حضر خطبة معاوية وخاطبهم بقوله أين علماؤكم فلعل ذلك كان في خطبة غير الجمعة ولم يتفق أن يحضره الا من ليس من أهل العلم فقال أين علماؤكم لان الخطاب بالانكار لا يتوجه الا على من علم الحكم وأقره (قوله ويقول) هو معطوف على ينهى وفاعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم (قوله انما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم) فيه اشعار بان ذلك كان حراما عليهم فلما فعلوه كان سببا لهلاكهم مع ما انضم إلى ذلك من ارتكابهم ما ارتكبوه من المناهي وسيأتي شرح ذلك مبسوطا في كتاب اللباس إن شاء الله تعالى * الحديث السابع عشر حديث أبي هريرة (قوله عن أبيه) هو سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (قوله عن أبي هريرة) هذا هو المشهور عن إبراهيم بن سعد وقيل عنه عن أبيه عن أبي سلمة عن عائشة كما سيأتي (قوله إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون) بفتح الدال المهملة سيأتي شرحه مستوفي في مناقب عمر فان فيه انهم كانوا من بني إسرائيل (قوله وانه إن كان في أمتي هذه منهم) في رواية أبي داود الطيالسي عن إبراهيم بن سعد وانه إن كان في أمتي أحد منهم (قوله فإنه عمر بن الخطاب) كذا قاله النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التوقع وكانه لم يكن اطلع على أن ذلك كائن وقد وقع بحمد الله ما توقعه النبي صلى الله عليه وسلم في عمر رضي الله عنه ووقع من ذلك لغيره ما لا يحصى ذكره * الحديث الثامن عشر حديث أبي سعيد (قوله عن أبي الصديق الناجي) في رواية مسلم من طريق معاذ عن شعبة عن قتادة انه سمع أبا الصديق الناجي واسم أبي الصديق وهو بكسر الصاد المهملة وتشديد الدال المكسورة بكر واسم أبيه عمرو وقيل قيس وليس له في البخاري سوى هذا الحديث (قوله كان في بني إسرائيل رجل) لم أقف على اسمه ولا على اسم أحد من الرجال ممن ذكر في القصة زاد مسلم من طريق هشام عن قتادة عند مسلم فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب (قوله فأتى راهبا) فيه اشعار بأن ذلك كان بعد رفع عيسى عليه السلام لان الرهبانية انما ابتدعها أتباعه كما نص عليه في القرآن (قوله فقال له توبة) بحذف أداة الاستفهام وفيه تجريد أو التفات لان حق السياق ان
(٣٧٣)