والكلأ المرعى (قوله وأهلي وعيالي) قال الداودي يريد بذلك الزوجة والأولاد والرقيق والدواب وتعقبه ابن التين بان الدواب لا معنى لها هنا (قلت) انما قال الداودي ذلك في رواية سالم وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا ما لا وهو متجه فإنه إذا كان لا يقدم عليهما أولاده فكذلك لا يقدم عليهما دوابه من باب الأولى (قوله يتضاغون) بالمعجمتين والضغاء بالمد الصياح ببكاء وقوله من الجوع أي بسبب الجوع وفيه رد على من قال لعل الصياح كان بسبب غير الجوع وفي رواية موسى بن عقبة والصبية يتضاغون (قوله وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت ان أوقظهما وكرهت ان أدعهما فيستكنا لشربتهما) اما كراهته لايقاظهما فظاهر لان الانسان يكره أن يوقظ من نومه ووقع في حديث علي ثم جلست عند رؤسهما بإنائي كراهية ان أورقهما أو أوذيهما وفي حديث أنس كراهية ان أرد وسنهما وفي حديث ابن أبي أوفى وكرهت ان أوقظهما من نومهما فيشق ذلك عليهما واما كراهته أن يدعهما فقد فسره بقوله فيستكنا لشربتهما أي يضعفا لأنه عشاؤهما وترك العشاء يهرم وقوله يستكنا من الاستكانة وقوله لشربتهما اي لعدم شربتهما فيصيران ضعيفين مسكينين والمسكين الذي لا شئ له (قوله من أحب الناس إلى) هو مقيد لاطلاق رواية سالم حيث قال فيها كانت أحب الناس إلى وفي رواية موسى بن عقبة كأشد ما يحب الرجل النساء والكاف زائدة أو أراد تشبيه محبته باشد المحبات (قوله راودتها عن نفسها) أي بسبب نفسها أو من جهة نفسها وفي رواية سالم فأردتها على نفسها أي ليستعلى عليها (قوله فابت) في رواية موسى بن عقبة فقالت لا ينال ذلك منها حتى (قوله الا أن آتيها بمائة دينار) وفي رواية سالم فأعطيتها عشرين ومائة دينار ويحمل على انها طلبت منه المائة فزادها هو من قبل نفسه عشرين أو ألغى غير سالم الكسر ووقع في حديث النعمان وعقبة بن عامر مائة دينار وأبهم ذلك في حديث علي وأنس وأبي هريرة وقال في حديث ابن أبي أوفى ما لا ضخما (قوله فلما قعدت بين رجليها) في رواية سالم حتى إذا قدرت عليها زاد في حديث ابن أبي أوفى وجلست منها مجلس الرجل من المرأة وفي حديث النعمان بن بشير فلما كشفتها وبين في رواية سالم سبب اجابتها بعد امتناعها فقال فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة أي سنة قحط فجاءتني فأعطيتها ويجمع بينه وبين رواية نافع بأنها امتنعت أولا عفة ودافعت بطلب المال فلما احتاجت أجابت (قوله ولا تفض) بالفاء والمعجمة أي لا تكسر والخاتم كناية عن عذرتها وكأنها كانت بكرا وكنت عن الافضاء بالكسر وعن الفرج بالخاتم لان في حديث النعمان ما يدل على انها لم تكن بكرا ووقع في رواية أبي ضمرة ولا تفتح الخاتم والألف واللام بدل من الضمير أي خاتمي ووقع كذلك في حديث أبي العالية عن أبي هريرة عند الطبراني في الدعاء بلفظ انه لا يحل لك أن تفض خاتمي الا بحقه وقولها بحقه أرادت به الحلال أي لا أحل لك ان تقربني الا بتزويج صحيح ووقع في حديث علي فقالت أذكرك الله ان تركب مني ما حرم الله عليك قال فقلت أنا أحق أن أخاف ربي وفي حديث النعمان بن بشير فلما أمكنتني من نفسها بكت فقلت ما يبكيك قالت فعلت هذا من الحاجة فقالت انطلقي وفي رواية أخرى عن النعمان انها ترددت إليه ثلاث مرات تطلب منه شيئا من معروفة ويأبى عليها الا أن تمكنه من نفسها فأجابت في الثالثة بعد أن استأذنت زوجها فاذن لها وقال لها أغنى عيالك قال فرجعت فناشدتني بالله فأبيت عليها فأسلمت إلى نفسها فلما كشفتها ارتعدت من تحتي
(٣٧٠)