الأقوال والله أعلم (قوله غسلين كل شئ غسلته فخرج منه شئ فهو غسلين فعلين من الغسل من الجرح والدبر) هو كلام أبي عبيدة في المجاز وقد روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال الغسلين صديد أهل النار والدبر بفتح المهملة والموحدة هو ما يصيب الإبل من الجراحات * (تنبيه) * قوله تعالى في هذه الآية ولا طعام الا من غسلين يعارضه ظاهر قوله تعالى في الآية الأخرى ليس لهم طعام الا من ضريع وجمع بينهما بأن الضريع من الغسلين وهذا يرده ما سيأتي في التفسير ان الضريع نبات وقيل الاختلاف بحسب من يطعم من أهل النار فمن اتصف بالصفة الأولى فطعامه من غسلين ومن اتصف بالثانية فطعامه من ضريع والله أعلم (قوله وقال عكرمة حصب جهنم حطب بالحبشية وقال غيره حاصبا الريح العاصف والحاصب ما يرمى به الريح ومنه حصب جهنم يرمى به في جهنم هم حصبها) أما قول عكرمة فوصله ابن أبي حاتم من طريق عبد الملك بن أبجر سمعت عكرمة بهذا وروى الطبري عن مجاهد مثله لكن لم يقل بالحبشية وروى الفراء عن علي وعائشة أنهما قرآها حطب بالطاء وروى الطبري عن ابن عباس أنه قرأها بالضاد المعجمة قال وكأنه أراد انهم الذين تسجر بهم النار لان كل شئ هيجت به النار فهو حصب لها وأما قول غيره فقال أبو عبيدة في قوله تعالى أو يرسل عليكم حاصبا اي ريحا عاصفا يحصب وفي قوله حصب جهنم كل شئ ألقيته في النار فقد حصبتها به وروى الطبري عن الضحاك قال في قوله حصب جهنم قال تحصب بهم جهنم وهو الرمي يقول يرمي بهم فيها (قوله ويقال حصب في الأرض ذهب والحصب مشتق من حصباء الحجارة) روى الطبري عن ابن جريج في قوله أو يرسل عليكم حاصبا قال مطر الحجارة (قوله صديد قيح ودم) قال أبو عبيدة في قوله تعالى ويسقى من ماء صديد قال الصديد القيح والدم (قوله خبت طفئت) أخرج الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى كلما خبت قال طفئت ومن طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس سكنت ومثله قال أبو عبيدة ورجح لانهم يقولون للنار إذا سكن لهيبها وعلا الجمر رماد خبت فإن طفئ معظم الجمر قالوا خمدت فان طفئ كله قالوا همدت ولا شك ان نار جهنم لا تطفأ (قوله تورون تستخرجون أوريت أوقدت) يريد تفسير قوله تعالى أفرأيتم النار التي تورون وهو قول أبي عبيدة قال في قوله تعالى تورون اي تستخرجون من أوريت قال وأكثر ما يقال وريت (قوله للمقوين للمسافرين والقي القفر) روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال للمقوين للمسافرين ومن طريق قتادة والضحاك مثله ومن طريق مجاهد قال للمقوين أي المستمتعين المسافر والحاضر وقال الفراء قوله تعالى ومتاعا للمقوين أي منفعة للمسافرين إذا نزلوا بالأرض والأرض القي يعني بكسر القاف والتشديد القفر الذي لا شئ فيه ورجح هذا الطبري واستشهد على ذلك (قوله وقال ابن عباس صراط الجحيم) سواء الجحيم ووسط الجحيم روى الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى فاطلع فرآه في سواء الجحيم قال في وسط الجحيم ومن طريق قتادة والحسن مثله (قوله لشوبا من حميم يخلط طعامهم ويساط بالحميم) روى الطبري من طريق السدي قال في قوله تعالى ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم الشوب الخلط وهو المزج وقال أبو عبيدة تقول العرب كل شئ خلطته بغيره فهو مشوب (قوله زفير وشهيق صوت شديد وصوت ضعيف) هو تفسير ابن عباس أخرجه الطبري وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه ومن طريق أبي العالية قال الزفير في الحلق
(٢٣٦)