يهوى " فسوف تراني ".
فلما تجلى ربه للجبل " بآية من آياته " جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال: سبحانك تبت إليك " يقول: رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي " و أنا أول المؤمنين " منهم بأنك لا ترى، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عز وجل: " ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ".
فقال الرضا عليه السلام: لقد همت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهم كما همت به لكنه كان معصوما، والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه، ولقد حدثني أبي عن أبيه الصادق عليه السلام، أنه قال: همت بان تفعل، وهم بان لا يفعل، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز وجل: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه ".
فقال الرضا عليه السلام: ذاك يونس بن متى عليه السلام: ذهب مغاضبا لقومه فظن استيقن " أن لن نقدر عليه " أي لن نضيق عليه رزقه، ومنه قوله عز وجل: " وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه " أي ضيق وقتر " فنادى في الظلمات " أي ظلمة الليل و ظلمة بطن الحوت: " أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت، فاستجاب الله له، وقال عز وجل " فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ".
فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عز وجل: " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا " قال الرضا عليه السلام يقول الله عز وجل: " حتى إذا استيأس الرسل " من قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عز وجل " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".
قال الرضا عليه السلام: لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما، فلما جاءهم صلى الله عليه وآله وسلم،