المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٣٣٩
الجنة والنار (1)، والحال أنك تعلم أنه - عليه السلام - الصديق
(١) راجع: لسان الميزان ج ٣ ص ٢٤٧، مناقب ابن المغازلي ص ٦٧ ح ٩٧، الفردوس ج ٣ ص ٦٤ ح ٤١٨، بحار الأنوار ج ٣٨ ص ٩٥ ح ١١.
وقد جاء في فرائد السمطين ج ١ ص ٣٢٦ ح ٢٥٤ عن علي - عليه السلام - قال: أنا قسيم النار إذا كان يوم القيامة قلت: هذا لك وهذا لي.
قوله - عليه السلام -: (أنا قسيم النار) أي مقاسمها ومساهمها يعني أصحابه على شطرين مهتدون وضالون فكأنه قاسم النار إياهم فشطر لها وشطر معه في الجنة، فالذين هم ضالون في نار الجحيم، والذين هم مهتدون مهتدون إلى جناب جنات النعيم. ولله در القائل في مدحه - عليه السلام - وقد بلغ فيه غاية الكمال والتمام:
علي حبه جنة * قسيم النار والجنة وصي المصطفى حقا * إمام الأنس والجنة وقال ابن أبي الحديد - في شرح النهج ج ١٩ ص ١٣٩ -: ومنها قوله - عليه السلام: أنا قسيم النار، قال ابن قتيبة: أراد أن الناس فريقان! فريق معي فهم على هدى، وفريق علي فهم على ضلالة، كالخوارج، ولم يجسر ابن قتيبة أن يقول: وكأهل الشام، يتورع يزعم، ثم إن الله أنطقه بما تورع عن ذكره، فقال متمما للكلام بقوله: فأنا قسيم النار، نصف في الجنة معي، ونصف في النار، قال: وقسيم في معنى مقاسم، مثل جليس وأكيل وشريب. قلت: قد ذكر أبو عبيد الهروي هذه الكلمة في الجمع بين الفريقين، قال: وقال قوم إنه لم يرد ما ذكره، وإنما أراد:
هو قسيم النار والجنة يوم القيامة حقيقة، يقسم الأمة، فيقول: هذا للجنة، وهذا للنار.
وقد جاء هذا المعنى في الأبيات المشهورة المنسوبة إليه - عليه السلام -:
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا يعرفني شخصه وأعرفه * بعينه واسمه وما فعلا وأنت يا حار إن تمت ترني * فلا تخف عثرة ولا زللا أسقيك من بارد على ظمأ * تخاله في الحلاوة العسلا أقول للنار حين تعرض في ال * حشر ذريه لا تقربي الرجلا ذريه لا تقربيه إن له * حبلا بحبل الوصي متصلا شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ٢٩٩.
وجاء في سفينة البحار للقمي ج ٢ ص ٤٢٨ - ٤٢٩: عن كشف الغمة، قال المأمون للرضا - عليه السلام - يا أبا الحسن أخبرني عن جدك علي بن أبي طالب - عليه السلام - بأي وجه هو قسيم الجنة والنار. فقال: يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك عن آبائه عن عبد الله ابن عباس أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: حب علي إيمان وبغضه كفر. فقال:
بلى. قال الرضا - عليه السلام -: فقسم الجنة والنار. فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن أشهد أنك وارث علم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -.
وقد صنف محمد بن سعد كتاب (من روى في علي - عليه السلام - أنه قسيم النار)، انظر: بحار الأنوار ج ٣٩ ص ٢٠٤.