المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٥٣٤
المناظرة التاسعة والستون مناظرة الشيخ القبيسي (2) مع الدكتور الشيخ محمد الزعبي
(١) هو: العلامة الحجة المرحوم الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي كان فاضلا، جليلا، صالحا، تقيا، ورعا، زاهدا، ولد في جبل عامل سنة ١٣٣٣ ه - ١٩١٢ م، ونشأ في أسرة علمية عريقة في تاريخها العلمي، درس مقدمات العلوم في جبل عامل، ثم رحل إلى مركز العلم والعلماء النجف الأشرف على ساكنها آلاف التحية والسلام، مارس نشاطه العلمي في الدرس والتدريس إلى أن بلغ المراتب العالية، وحضر الدروس العالية (البحث الخارج) على يد فطاحل الحوزة في النجف الأشرف منهم آية الله العظمى السيد الحكيم وآية الله العظمى السيد الخوئي، تغمدهما الله برحمته، وشغل منصب المرشد الديني في العراق في مدينة الكفل وأنشأ فيها حسينية وبعض المشاريع الخيرية، ومن ثم شغل منصب المرشد الديني أيضا في مدينة الفجر من لواء الناصرية.
وبعد مدة شاءت الظروف والأقدار أن يقفل راجعا إلى بلاده، فسكن جبل عامل (أنصار) وشغل فيها منصب المرشد الديني، وأنشأ فيها مسجدا وجمعية خيرية لحل المشاكل الاجتماعية وإحياء المراسم الدينية، كما أن له خد مات أخرى في المناطق المجاورة.
وبعد مدة انتقل إلى العاصمة بيروت، فاستقر في منطقة الشياح، وهي من أهم المناطق الشيعية في بيروت، فمارس فيها نشاطه التبليغي مدة غير قصيرة، ومن ثم اعتزل الناس أكثر من خمسة عشر عاما، واستمر على هذه الحال إلى وفاته منكبا على التأليف، حتى صدرت له عشرات الكتب وقد طبعت كلها في حياته أكثر من مرة وكان لها رواج رائع في لبنان وخارجها.
وهي: ماذا في التاريخ ٧٥ جزء، الحلقات الذهبية ٥٠ جزء، أشعة الإشراق ٣ أجزاء، نظرة في شرح نهج البلاغة ٣ أجزاء، الأحاديث الصافية جزئين، أين كمال المرأة، لماذا اختار هؤلاء العظماء مذهب أهل البيت - عليهم السلام -، وغيرها من المؤلفات، ارتحل عن هذه الدنيا عن عمر يناهز 81 عاما أو أكثر على أثر وعكة صحية استمرت أكثر من خمسة أشهر في 5 / ج 2 / 1414 ه، وشيع في العاصمة بيروت ثم نقل إلى مثواه الأخير في النجف الأشرف، فشيع فيها ودفن قرب أمير المؤمنين علي - عليه السلام -، فأسكنه الله فسيح جناته وحشره مع أئمته - عليهم السلام - استفدنا هذه الترجمة من حفيده الأخ العزيز الشيخ هادي الشيخ حسن القبيسي حفظه الله.