المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ١٨٦
ليحملنهم على المحجة العظمى (1)، وإن يطيعوه يدخلهم الجنة، فهو يقول هذا ثم صيرها شورى بين ستة فويل له من ربه!!!
قال أبو الهذيل: فوالله بينما هو يكلمني إذ اختلط، وذهب عقله.
فأخبرت المأمون بقصته، وكان من قصته أن ذهب بماله وضياعه حيلة وغدرا، فبعث إليه المأمون، فجاء به وعالجه وكان قد ذهب عقله بما صنع به، فرد عليه ماله وضياعه وصيره نديما، فكان المأمون يتشيع لذلك، والحمد لله على كل حال (1).

(١) روى ابن عبد البر في الاستيعاب أن عمر قال في علي - عليه السلام -: إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق المستقيم، فقال له ابن عمر: ما يمنعك أن تقدم عليا؟ قال: أكره أن أتحملها حيا وميتا (عن هامش الايضاح ص ١٢٨)، وأيضا نص على هذا المعنى رسول الله - صلى الله عليه وآله - كما أخرجه أحمد في مسنده ج ١ ص ١٠٩ عن النبي - صلى الله عليه وآله - في حديث:
وإن تؤمروا عليا - عليه السلام - ولا أراكم فاعلين، تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم، وفي الفرائد ج ١ ص ٢٦٦ ح ٢٠٧، في حديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم: وإن تستخلفوا عليا - ولا أراكم فاعلين - تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء.
(٢) وقد نص على ذلك النبي - صلى الله عليه وآله -: إن استخلفوا عليا - عليه السلام - أدخلهم الجنة، فقد روى الخطيب الخوارزمي في المناقب ص ٦٨، مسندا عن عبد الله عن مسعود قال:
كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقد أصحر فتنفس الصعداء، فقلت: يا رسول الله مالك تتنفس؟ قال: يا بن مسعود نعيت إلي نفسي، فقلت: يا رسول الله استخلف، قال: من؟ قلت:
أبا بكر، فسكت، ثم تنفس، فقلت: مالي أراك تتنفس؟ قال: نعيت إلي نفسي. فقلت: استخلف يا رسول الله، قال: من؟ قلت: عمر بن الخطاب، فسكت، ثم تنفس قال: فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال نعيت إلي نفسي، فقلت: استخلف قال: من؟ قلت: علي بن أبي طالب، قال:
أوه ولن تفعلوا إذا أبدا، والله لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٦٠، وكذلك فرائد السمطين ج ١ ص ٢٧٣ - ٢٧٤ ح ٢١٢، وفيه: أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين.
(٣) الاحتجاج: ج ٢ ص ٣٨٢ - 385.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست