المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٢٤٨
المناظرة الحادية والأربعون مناظرة ابن شاذان النيسابوري (1) مع بعضهم قيل لأبي محمد الفضل بن شاذان النيسابوري - رحمه الله - ما الدليل على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام
فقال: الدليل على ذلك من كتاب الله عز وجل، ومن سنة نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم -، ومن إجماع المسلمين.
فأما كتاب الله سبحانه وتعالى، قوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (2)، فدعانا سبحانه وتعالى

(١) هو: أبو محمد الفضل بن شاذان بن الخليل الأزدي النيسابوري، أحد أعلام الإسلام المفكرين، ومن شيوخ الشيعة القدامى المشهورين، اشتهر بمركزه العلمي والديني، وبمكانته الاجتماعية، وبإنتاجه الخصب، وبآثاره ومؤلفاته التي عالج فيها مواضيع الساعة التي طغت في ذلك العهد على تفكير المجتمع الإسلامي، وأخذ العلم عن الإمام الرضا، والإمام الجواد والإمام الهادي - عليهم السلام -، وقد اتفق مترجموه على أنه كان ثقة من أجلاء فقهاء الشيعة الإمامية ومتكلميهم، عده الشهرستاني في الملل والنحل من مؤلفي الشيعة الكلاميين وكذلك الأشعري في المقالات، ويعتبر النيسابوري من أكثر العلماء والمفكرين إنتاجا وتأليفا، وقد أحصى له مترجموه مائة وثمانين كتابا في الفقه والتفسير والكلام والملاحم والفضائل والقراءات والبلدان وغيرها، وله ردود كثيرة على الفرق المنحرفة، ويستفاد من بعض النصوص أن وفاته كانت سنة ٢٦٠ ه‍.
راجع ترجمته في: فلاسفة الشيعة للشيخ عبد الله نعمة ص ٣٥٨ - ٢٦٣، تأسيس الشيعة ص ٣٧٧، فهرست ابن النديم ص ٣٢٣، الكنى والألقاب ج ١ ص ٣٦، سفينة البحار ج 2 ص 269، الملل والنحل ج 1 ص 170، مقالات الاسلاميين ج 1 ص 163.
(2) سورة النساء: الآية 59.
والمراد ب‍ (أولي الأمر) هم أمير المؤمنين والأئمة من ولده - عليهم السلام - كما نص على ذلك المفسرون وغيرهم من الجمهور وقد تقدمت تخريجات نزولها فيهم - عليهم السلام - فراجع.
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست