المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٣٤٠
الأكبر (1)، والفاروق الأزهر (2)، أخو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وزوج البتول، وتعلم أيضا أنه - عليه السلام - وقت فرار الرسول إلى الغار من الظلمة وفجرة الكفار ضاجع على فراشه (3)، وشاركه علي في حال العسر والفقر، وسد رسول الله أبواب الصحابة من المسجد إلا بابه (4)، وحمل عليا على كتفه لأجل كسر الأصنام (5) في أول الإسلام، وزوج الحق

(١) فقد جاء في فرائد السمطين ج ١ ص ٢٤٨ ح ١٩٢: عن عباد بن عبد الله الأسدي قال: قال علي - عليه السلام -: أنا عبد الله وأخو رسول الله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كاذب، صليت قبل الناس سبع سنين.
(٢) وقد جاء أيضا في فرائد السمطين ج ١ ص ٣٩ ح ٣: عن أبي سخيلة قال: حججت أنا وسلمان فنزلنا بأبي ذر فكنا عنده ما شاء الله، فلما حان منا حفوف قلنا: يا أبا ذر إني أرى أمورا قد حدثت وإني خائف على الناس الاختلاف فإن كان ذلك فما تأمرني؟ قال: الزم كتاب الله وعلي بن أبي طالب - عليه السلام - فأشهد أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: علي أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل.
(٣) تقدمت تخريجاته.
(٤) تقدمت تخريجاته.
(٥) راجع: مسند أحمد ج ١ ص ٨٤، ذخائر العقبى ص ٨٥، المناقب للخوارزمي ص 71 فصل 11 ط طهران، وقد جاء في فرائد السمطين ج 1 ص 249 ح 192: عن علي بن أبي طالب - عليه السلام - قال: انطلق بي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى أتى بي الكعبة فقال لي: اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على منكبي، فقال لي: انهض، فنهضت فلما رأى ضعفي تحته، فقال لي اجلس. فجلست فقال: يا علي اصعد منكبي، فصعدت على منكبيه ثم نهض بي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال لي: اذهب إلى صنمهم الأكبر صنم قريش، وكان من نحاس موتدا بأوتاد من حديد إلى الأرض، فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: عالجه والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: إيه إيه (جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا) الإسراء 17، ولم أزل أعالجه حتى استمكنت منه، فقال لي: اقذفه، فقذفت به وتكسر ونزلت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وخشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم. فقال علي: فما صعدته حتى الساعة.
وممن روى هذا الحديث الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى: (وقل جاء الحق وزهق الباطل).
وقد قال الشافعي في هذه الفضيلة الشريفة:
قيل لي: قل في علي مدحا * ذكره يخمد نارا موصدة قلت: لا أقدم في مدح امرء * ضل ذو اللب إلى أن عبده والنبي المصطفى قال لنا * ليلة المعراج لما صعده وضع الله بظهري يده * فأحس القلب مما برده وعلي واضع أقدامه * في محل وضع الله يده
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست