المناظرة الثانية والستون مناظرة يوحنا (1) مع علماء المذاهب الأربعة في بغداد يقول يوحنا بن إسرائيل الذمي: إني كنت رجلا ذميا (2)، متقنا للفنون العقلية، ممتعا من العلوم النقلية، لا يحيدني عن الحق مموهات الدلائل، ولا يلقيني في الباطل مزخرفات العبارات، ومنمقات الرسائل، أنجر ينابيع التحقيق من أطواد الحلوم، وأستخرج بالفكر الدقيق المجهول من العلوم، أتصفح بنظر الاعتبار ومعتقد فريق فريق، وأميز بين ذلك سواء الطريق، والناس إذ ذاك قد مزقوا دينهم وكانوا شيعا وتمزقوا كل ممزق وتبروا قطعا، فلهم قلوب لا يفقهون، بها ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم
(٤١٨)