ترك رسول الله - صلى الله عليه وآله - على فراشه بلا غسل ولا كفن ولا دفن وأسرع لعقد الخلافة وتتميم الأمر قبل الفوات وذهاب الرئاسة من أيديهم التي طالما انتظروها بفارغ الصبر وتعاقدوا عليها وعلقوا صحيفتهم في جوف الكعبة، وستشهد عليهم يوم تشهد عليهم أيديهم وأرجلهم وأفئدتهم بما كانوا يعملون.
هذا هو صاحب الحق والأولى بالأمر بعد الرسول بلا فصل بأمر من الله ورسوله، وهو ولي كل مؤمن ومؤمنة بإجماع المفسرين لهذه الآية الكريمة وأنها نزلت في علي بن أبي طالب - عليه السلام - حينما تصدق بخاتمه على السائل وهو في صلاته في حال ركوعه حتى نزلت الآية تصفه كما هو عليه.
ولنستمع الآن إلى ما يحدثنا عنه من شهد له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأنه: (ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق منه) (1)، وهو من حواري رسول الله الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري - رضوان الله عليه -.
عن الأعمش بن غيابة بن ربعي، قال: بينا عبد الله بن عباس جالس