المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٣٤١
جل وعلا فاطمة بعلي في الملأ الأعلى (1)، وقاتل - عليه السلام - مع عمرو ابن عبد ود (2)، وفتح خيبر (3)، ولا أشرك بالله تعالى طرفة عين بخلاف
(١) راجع: كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٢٩٩، فرائد السمطين ج ١ ص ٨٨ ح ٦٧ و ص ٩٠، العذير للأميني ج ٢ ص ٣١٥.
(٢) فقد روى المؤرخون في غزوة الخندق أنه:
خرج عمرو بن ود يوم الخندق فنادى من يبارز فقام علي - عليه السلام - فقال: أنا له يا نبي الله، فقال له: اجلس إنه عمرو، ونادى عمرو ألا رجل، وهو يؤنبهم ويقول: أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها أفلا تبرزون إلي رجالا، فقام علي، فقال: يا رسول الله أنا له، فقال: إنه عمرو وقال: وإن كان عمرو فأذن له رسول الله فمشى إليه حتى أتاه وهو يقول:
لا تعجلن فقد أتاك * مجيب صوتك غير عاجز ذو نية وبصيرة * والصدق منجي كل فائز إني لأرجو أن أقيم عليك * نائحة الجنائز من ضربة نجلاء يبقى * ذكرها عند الهزائز فقال له عمرو: ومن أنت؟ فقال: أنا علي، قال: ابن عبد مناف، قال: أنا علي ن أبي طالب، فقال: غيرك يا بن أخي من أعمامك فإني أكره أن أهريق دمك، فقال له علي - عليه السلام -:
لكني والله ما أكره أن أهريق دمك، فغضب ونزل فسل سيفه كأنه شعلة نار، ثم أقبل نحو علي - عليه السلام - مغضبا واستقبله علي - عليه السلام - بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه وضربه علي على حبل العاتق فسقط وقده نصفين وثار الغبار العجاج وسمع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - التكبير فعرف أن عليا - عليه السلام - قد قتله ثم أقبل علي - عليه السلام - نحو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ووجهه يتهلل نورا.
راجع: المناقبللخوارزمي ص ١٦٩ ح ٢٠٢، المستدرك على الصحيحين ج ٣ ص ٣٢، ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ ابن عساكر ج ١ ص ١٦٩ - ١٧٤، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٩ ص ٦٢ - ٦٤، السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ ص ٢٤١.
(٣) راجع: المغازي للواقدي ج ٢ ص ٦٥٤ - ٦٥٥، تاريخ الطبري ج ٣ ص ١٢ - ١٤، مسند أحمد ابن حنبل ج ٦ ص ٨، سيرة ابن هشام ج ٣ ص ٣٤٩ - ٣٥٠، مناقب الخوارزمي ص ١٧٢ ح ٢٠٧.
وجاء في فرائد السمطين ج ١ ص ٢٥٣ ح ١٩٦ عن سهل بن سعد قال: إن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كلهم يرجون أن يعطاها!! فقال: أين علي بن أبي طالب؟ قالوا: يا رسول الله هو يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به فبصق في عينه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية... الخ.
وجاء في ص ٢٦١ ح ٢٠١ عن أبي رافع مولى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده، فتناول علي باب الحصن فتترس عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن نقلبه. وجاء في ح ٢٠٢ عن جابر بن عبد الله قال: جعل علي باب خيبر يومئذ - حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها - فجرب بعده فلم يحمله إلا أربعون رجلا:
وقال في هذه الحادثة الشريفة الشيخ كاظم الأزري - عليه الرحمة -:
وله يوم خيبر فتكات * كبرت منظرا على من رآها يوم قال النبي: إني لأعطي * رايتي ليثها وحامي حماها فاستطالت أعناق كل فريق * ليروا أي ماجد يعطاها فدعا أين وارث العلم والحلم * مجير الأيام من بأساها أين ذو النجدة الذي لودعته * في الثريا مروعة لباها فأتاه الوصي أرمد عين * فسقاه من ريقه فشفاها ومضى يطلب الصفوف فولت * عنه علما بأنه أمضاها وبرى (مرحبا) بكف اقتدار * أقوياء الأقدار من ضعفاها ودحا بابها بقوة بأس * لو حمتها الأفلاك منه دحاها انظر: تخميس الأزرية ص ١٣٨.