فصار الإجماع عليه وهو الحجة في صوابه، ولم يخل ببرهانه كونه من أخبار الآحاد بما شرحناه، مع أن التواتر قد ورد بأن أمير المؤمنين - عليه السلام - احتج به في مناقبه يوم الدار (1)، فقال: أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وآله -: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء أحد غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: اللهم اشهد، فاعترف الجميع بصحته، ولم يك أمير المؤمنين - عليه السلام - ليحتج بباطل، لا سيما وهو في مقام المنازعة والتوصل بفضائله إلى أعلى الرتب التي هي الإمامة والخلافة للرسول - صلى الله عليه وآله -، وإحاطة علمه بأن الحاضرين معه في الشورى يريدون الأمر دونه، مع قول النبي - صلى الله عليه وآله -: (علي مع الحق والحق مع علي يدور حيثما دار) (2) وإذا كان الأمر على ما وصفناه دل على صحة الخبر حسبما بيناه.
فاعترض بعض المجبرة، فقال: إن احتجاج الشيعة برواية إنس من