المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٢٨٢
فصار الإجماع عليه وهو الحجة في صوابه، ولم يخل ببرهانه كونه من أخبار الآحاد بما شرحناه، مع أن التواتر قد ورد بأن أمير المؤمنين - عليه السلام - احتج به في مناقبه يوم الدار (1)، فقال: أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله - صلى الله عليه وآله -: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر فجاء أحد غيري؟
قالوا: اللهم لا.
قال: اللهم اشهد، فاعترف الجميع بصحته، ولم يك أمير المؤمنين - عليه السلام - ليحتج بباطل، لا سيما وهو في مقام المنازعة والتوصل بفضائله إلى أعلى الرتب التي هي الإمامة والخلافة للرسول - صلى الله عليه وآله -، وإحاطة علمه بأن الحاضرين معه في الشورى يريدون الأمر دونه، مع قول النبي - صلى الله عليه وآله -: (علي مع الحق والحق مع علي يدور حيثما دار) (2) وإذا كان الأمر على ما وصفناه دل على صحة الخبر حسبما بيناه.
فاعترض بعض المجبرة، فقال: إن احتجاج الشيعة برواية إنس من

(١) قد احتج - عليه السلام - بحديث الطائر في عدة مواطن راجع: الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص ١٢٤ وص ١٣٨، فرائد السمطين ج ١ ص ٣٢٢ ح ٢٥١.
(٢) راجع: الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج ١ ص ٧٣ ط مصطفى محمد بمصر و ج ١ ص ٦٨ ط أخرى، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ٣ ص ١١٩ ح ١١٦٢، صحيح الترمذي ج ٥ ص ٢٩٧ ح ٣٧٩٨، فرائد السمطين ج ١ ص ١٧٦ - ١٧٧ ح ١٣٨ - ١٤٠، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٠ ص ٢٧٠، مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١١٩ و ١٢٤، مجمع الزوائد ج ٧ ص ٢٣٥، كنز العمال ج ١١ ص ٦٠٣ ح ٣٢٩١٢، الملل والنحل ج ١ ص ١٠٣، تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٣٢١، بتفاوت. وقال الرازي في تفسيره ج 1 ص 205: ومن اقتدى بعلي بن أبي طالب - عليه السلام - فقد اهتدى، والدليل عليه قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: اللهم أدر الحق مع علي حيث دار.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست