المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٥٠٩
مناظرة الأنطاكي (1) مع عالم شافعي من الشام يقول الشيخ الأنطاكي:
بعد اشتهار أمرنا بالتشيع أتاني أحد أعاظم علماء الشافعية المشهورين بالعلم والفضيلة في مدينة حلب الشهباء (2)، وسألني بكل
(١) هو: سماحة العلامة الكبير المجاهد الشيخ محمد مرعي الأمين الأنطاكي مولدا، والحلبي نشأة، والأزهري تخرجا، والشافعي مذهبا، والشيعي خاتمة، من أبرز علماء سوريا، ولد سنة ١٣١٤ ه في قرية من القرى التابعة إلى أنطاكية، درس في قريته قرابة ثلاث سنوات ثم انتقل إلى أنطاكية للدراسة، وبقي فيها قرابة سبع سنوات، ثم انتقل إلى الجامع الأزهر مع أخيه، ودرس عند العلامة الأكبر الشيخ مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى، والعلامة الكبير الشيخ محمد أبو طه المهنى، والعلامة الكبير الشيخ رحيم وغيرهم من مشيخة الأزهر، حصل على شهادات راقية من جامع الأزهر، وعاد إلى بلاده وامتهن إمامة الجماعة والجمعة والتدريس والإفتاء والخطابة نحو خمسة عشر عاما.
وأخيرا أخذ بمذهب أهل البيت - عليهم السلام - لما تبين له مذهب الحق، وذلك بسبب قرائته لكتاب المراجعات للعلامة الحجة السيد شرف الدين الموسوي، ولوقوع الكثير من المناظرات بينه وبين علماء الشيعة الإمامية، وقد تشيع على يده ويد أخيه الشيخ أحمد الكثير من أبناء العامة من سوريا ولبنان وتركية وغيرها.
قد استفدنا هذه الترجمة من كتابه (لماذا اخترت مذهب الشيعة).
(2) حلب: (وتعرف بالشهباء أيضا) مدينة مشهورة بالشام، واسعة كثيرة الخيرات، طيبة الهواء، وهي قصبة جند قنسرين. قيل: سميت حلب، لأن إبراهيم - عليه السلام - كان نازلا بها يحلب غنمه في الجمعات، ويتصدق به فتقول الفقراء: حلب. وهو قول بعيد، وقيل: كان حلب وحمص وبرذعة إخوة من عمليق، فبنى كل واحد منهم مدينة سميت به. ومشرب أهل حلب من صهاريج في بيوتها، تمتلئ بماء المطر، على بابها نهر يعرف بقويق، يمد في الشتاء وينصب في الصيف، وبجانب منها قلعة كبيرة محكمة، بها جامع وكنيستان، وميدان ودور كثيرة، وبها مقام لإبراهيم الخليل - عليه السلام - ومن حلب إلى قنسرين يوم، وإلى المعرة يومان، وإلى منبج وبالس يومان.
انظر: مراصد الاطلاع ج 1 ص 417، سفينة البحار ج 1 ص 296.