السامري، وعكفوا على عبادة عجل جسد له خوار، فلا يبعد من أمه محمد أن يعدلوا عن وصيه بعد موته إلى شيخ كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تزوج ابنته، ولعله لو لم يرد القرآن بقصة عبادة العجل لما صدقتموها.
قال الأئمة: يا يوحنا فلم لا ينازعهم بل سكت عنهم وبايعهم؟
قال يوحنا: لا شك أنه لما مات رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكان المسلمون قليلا، واليمامة فيها مسيلمة الكذاب وتبعه ثمانون ألفا والمسلمون الذين في المدينة حشوهم منافقون، فلو أظهر النزاع بالسيف لكان كل م نقتل علي بن أبي طالب بنيه أو أخاه كان عليه وكان الناس يومئذ قليل من لم يقتل علي من قبيلته وأصحابه وأنسابه قتيلا أو أشهر بلا خلاف بين أهل السنة، ثم بعد جرى من طلب البيعة منهم فعند أهل السنة أنه بايع، وعند الرافضة أنه لم يبايع، وتاريخ الطبري (1) يدل على أنه لم يبايع، وأنما العباس لما شاهد الفتنة صاح: بايع ابن أخي.
وأنتم تعلمون أن الخلافة لو لم تكن لعلي لما ادعاها، ولو ادعاها بغير حق لكان مبطلا، وأنتم تروون عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: (علي مع الحق والحق مع علي) (2)، فكيف يجوز منه أن يدعي ما ليس بحق فيكذب نبيكم يومئذ ما هذا بصحيح.
وأما تعجبكم من مخالفة بني إسرائيل نبيهم في خليفته وعدولهم إلى العجل والسامري ففيه سر عجيب إنكم رويتم أن نبيكم قال: (ستحذو