كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس آخرين)؟ (1) ومن القوم الذين عناهم الأسدي بقوله: (كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به)؟ هل المراد يوم السقيفة أو يوم الشورى؟
فقال: يوم السقيفة.
فقلت: إن نفسي لا تسامحني أن أنسب إلى الصحابة عصيان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ودفع النص.
فقال: وأنا فلا تسامحني أيضا نفسي أن أنسب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى إهمال أمر الإمامة، وأن يترك الناس فوضى سدى مهملين، وقد كان لا يغيب عن المدينة إلا ويؤمر عليها أميرا وهو حي ليس بالبعيد عنها، فكيف لا يؤمر وهو ميت لا يقدر على استدراك ما يحدث!
ثم قال: ليس يشك أحد من الناس أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان عاقلا كامل العقل، أما المسلمون فاعتقادهم فيه معلوم، وأما اليهود والنصارى والفلاسفة فيزعمون أنه حكيم تام الحكمة (2)، سديد الرأي، أقام ملة، وشرع شريعة، فاستجد ملكا عظيما بعقله وتدبيره، وهذا