فاعلم أني كنت في سنة ثمان وسبعين وثمانمائة مجاورا في مشهد الرضا - عليه السلام -، وكان منزلي السيد الأجل، والكهف الأظل وسيد محسن بن محمد الرضوي القمي، وكان من أعيان أهل المشهد وساداتهم، بارزا على أقرانه بالعلم والعمل، وكان هو وكثير من أهل المشهد يشتغلون معي في علم الكلام والفقه، فأقمنا على ذلك مدة، فورد علينا من الهراة (1) خال السيد محسن، وكان مهاجرا فيها لتحصيل العلم.
فقال: إن السبب في ورودي عليكم ما ظهر عندنا بالهراة من اسم هذا الشيخ العربي المجاور بالمشهد، وظهور فضله بالعلم والأدب، فقدمت لأستفيد من فوائده شيئا، وخلفي رجل من أهل كيج ومكران (2) ولكنه من قريب سنتين متوطن الهراة، مصاحب لعلمائها يطلبون منه فنون العلم، وقد صار الآن مبرزا في كثير من الفنون، مثل علم النحو، والصرف، والمنطق، والكلام، والمعاني، والبيان، والأصول، والفقه، وغير ذلك، وهو عامي المذهب.