المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ١٦١
المناظرة السابعة والعشرون مناظرة هشام مع أبي عبيدة المعتزلي (1) قال أبو عبيدة المعتزلي لهشام بن الحكم: الدليل على صحة معتقدنا وبطلان معتقدكم كثرتنا (2) وقلتكم، مع كثرة أولاد علي
(١) هو: معمر بن المثنى التميمي، أبو عبيدة مولاهم البصري النحوي، ولد سنة ١٢٠ ه له مصنفات كثيرة ومعروفة منها: مجاز القرآن، غريب الحديث، مقتل عثمان، كتاب أخبار الحجاج، روى عن جماعة منهم هشام بن عروة وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم. وروى عن جماعة منهم إسحاق بن إبراهيم الموصلي وغيرهم واختلفوا في سنة وفاته.
راجع: سير أعلام النبلاء ج ٩ ص ٤٤٥ ترجمة رقم: ١٦٨، تهذيب الكمال ج ٢٨ ص ٣١٦ ترجمة رقم: ٦١٠٧، تاريخ بغداد ج ١٣ ص ٢٥٢.
(٢) الكثرة والجماعة ليست ميزانا ومقياسا لأهل الحق بل وجدنا الكثرة في موارد كثيرة من كتاب الله تعالى هي المذمومة، والقلة هي الممدوحة ومن ذلك قوله تعالى:
(وما آمن معه إلا قليل). سورة هود: الآية ٤٠.
(وقليل من عبادي الشكور). سورة سبأ: الآية ١٣.
(ما فعلوه إلا قليل منهم). سورة النساء: الآية ٦٦.
(وأكثرهم لا يعقلون). سورة المائدة: الآية ١٠٣.
(ولكن أكثر الناس لا يعلمون). سورة الأعراف: الآية ١٨٧.
(ولكن أكثر الناس لا يؤمنون). سورة غافر: الآية ٥٩.
(وأكثرهم للحق كارهون). سورة المؤمنون: الآية ٧٠.
فلا يضر المرء كثرة الناس إذا كان على حق وصواب ولا يستوحش من الحق لقلة سالكيه ومن هنا يوصي النبي - صلى الله عليه وآله - عمار بن ياسر ويقول: (يا عمار إذا رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي، ودع الناس، فإنه لن يدلك على ردى، ولن يخرجك من هدى). المناقبللخوارزمي الحنفي ص 105 ح 110، ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ ابن عساكر ج 3 ص 214 ح 1219.