وهو أنه قال يوما وهو جالس في نفر من أصحابه: أنا أول من يجلس بين يدي الله يوم القيامة للخصومة مع الثلاثة (1)، فلما رأيت هذا الحديث مسندا إلى علي - عليه السلام - قلت له: إن هذا الحديث حجة عليك.
فقال: إن صاحب الكتاب قد حمله على غير الثلاثة الذين تدعونهم، فإنه قال: المراد بالثلاثة عتبة وشيبة والوليد الذين برزوا إلى حمزة وعبيدة يوم بدر.
فقلت: هذا الحمل بعيد لأن الشكوى من قبلهم بل ظاهر الحديث يقتضي أنه يشتكي من ظلامته من الثلاثة ولا يعرف له ظلامة من ثلاثة يشتكي منهم عند الله إلا من الثلاثة الذين أخذوا حقه، واستأثروا بالأمر من دونه مع أن الاستحقاق كان له دونهم، وذلك لائح، ثم إني قلت: ما تقول في الحديث المروي عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو قوله لعلي - عليه السلام -: يا أبا الحسن، إن أمة موسى افترقت إحدى وسبعين فرقة، فرقة ناجية، والباقون في النار، وإن أمة عيسى - عليه السلام - افترقت اثنين وسبعين فرقة، فرقة ناجية، والباقي أهل النار، وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، فرقة ناجية، والباقي أهل النار (1)؟
فقال: حديث صحيح.