المناظرات في الإمامة - الشيخ عبد الله الحسن - الصفحة ٥٣٠
المناظرة الثامنة والستون مناظرة الشيخ مغنية (1) مع الشيخ عبد العزيز بن صالح يقول الشيخ محمد جواد مغنية رحمه الله تعالى:
ذهبت إلى المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة، وفيها جميع قضاتها وهم خمسة، وعليهم رئيس، كما هي الحال بمكة المكرمة، دخلت غرفة
(١) هو: العلامة الجليل والمفكر الإسلامي الكبير الشيخ محمد جواد بن الشيخ محمود مغنية، من أبرز علماء لبنان، ولد سنة ١٣٢٢ ه في قرية طير دبا من جبل عامل، درس على شيوخ قريته ثم سافر إلى النجف الأشرف، وأنهى هناك دراسته، ومن أبرز أساتذته، السيد حسين الحمامي (قدس سره)، والسيد الخوئي (قدس سره) ثم عاد إلى جبل عامل وسكن قرية طير حرفا، ثم عين قاضيا شرعيا في بيروت ثم مستشارا للمحكمة الشرعية العليا فرئيسا لها بالوكالة، إلى أن أحيل للتقاعد.
والشيخ - رحمه الله تعالى - من الذين أبدعوا في شتى الميادين الإسلامية والاجتماعية والوطنية، توجه بإنتاجه وأفكاره بصورة خاصة إلى جيل الشباب في المدارس والجامعات والحياة العامة، فكان يعالج في كتبه المشاكل والمسائل التي تؤرقهم وتثير قلقهم كمسائل العلم والأيمان، ومسائل الحضارة والدين، ومشاكل الحياة المادية والعصرية، وكان يقضي في مكتبته بين ١٤ إلى ١٨ ساعة من اليوم والليلة، وأما مؤلفاته فإنها تربو على اثنين وستين كتابا، أشهرها، الشيعة في الميزان، الفقه على المذاهب الخمسة، عقليات إسلامية، فقه الإمام الصادق - عليه السلام -، تفسير الكاشف، في ظلال نهج البلاغة، وله الكثير من المقالات والنشرات، وكان كثير الذب عن التشيع بلسانه وقلمه ضد التجني والافتراءات، توفي ليلة السبت في التاسع عشر من محرم الحرام سنة ١٤٠٠ ه، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف وشيع تشييعا باهرا حيث صلى عليه السيد الخوئي (قدس سره)، ودفن في إحدى غرف مقام الإمام علي - عليه السلام -.
اقتطفنا هذه الترجمة من كتاب تجارب محمد جواد مغنية بقلمه، وأعيان الشيعة:
ج ٩ ص ٢٠٥.