الناس.
قلت: يا أمير المؤمنين كان أبو بكر مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - في عريشه (1).
قال: يصنع ماذا؟
قلت: يدبر.
قال: ويحك! يدبر دون رسول الله أو معه شريكا، أو افتقارا من رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى رأيه؟ أي الثلاث أحب إليك؟
قلت: أعوذ بالله أن يدبر أبو بكر دون رسول الله - صلى الله عليه وآله - أو يكون معه شريكا، أو أن يكون برسول الله - صلى الله عليه وآله - افتقار إلى رأيه.
قال: فما الفضيلة بالعريش إذا كان الأمر كذلك؟ أليس من ضرب بسيفه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - أفضل ممن هو جالس؟
قلت: يا أمير المؤمنين، كل الجيش كان مجاهدا.
قال: صدقت، كل مجاهد، ولكن الضارب بالسيف المحامي عن رسول الله - صلى الله عليه وآله - وعن الجالس، أفضل من الجالس، أما قرأت كتاب الله: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) (2).