قال: طلقتك يا دنيا ثلاثا لا حاجة لي فيك (1)، فعند ذلك أنزل الله تعالى فيه:
(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا) (2).
فقال: أحسنت يا حرة فبم تفضلينه على عيسى بن مريم - عليه السلام -؟
قالت: الله تعالى عز وجل فضله بقوله تعالى: (إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب، ما قلت لهم إلا ما أمرتني به) (2) الآية. فأخر الحكومة إلى يوم القيامة، وعلي ابن أبي طالب لما ادعوا النصيرية (3) فيه ما ادعوه، قتلهم (4) ولم يؤخر حكومتهم، فهذه كانت فضائله لم تعد بفضائل غيره.
قال: أحسنت يا حرة خرجت من جوابك، ولولا ذلك لكان ذلك، ثم أجازها وأعطاها وسرحها سراحا حسنا رحمة الله عليها (5).