ما فيها من الكتب فرأيت فيها خطابا إلى وعليه وصفة منزلي. فقلت: هذا إلى: فقال: أتدري ما تقول؟ قلت: نعم. قال: أفتعرف من كتبه؟ قلت:
لا. قال: فان فيه سفتجة بمال وبسبب هذا الكتاب من دون جميع ما معي استؤجرت وخرجت من الدينور، فقلت له: قد قلت لك الحقيقة، وإن مضيت إلى بغداد لم تجد صاحب الكتاب غيري. فقال أما هنا إنسان يعرفك؟
قلت: نعم. قال: قم بنا إليه. فجئنا إلى العامل فلما دخلت عليه قال لي:
ما أقدمك يا أبا فلان علينا؟ فقلت له: قبل كل شئ من أنا أعزك الله، وأين منزلي ببغداد؟ قال: أنت أبو فلان بن فلان الفلاني، ومنزلك بمدينة السلام مدينة المنصور في مكة كذا منها. فقلت للرجل: عرفت صدقي؟ قال: نعم.
فحدثت العامل بحديثي، وأخذت الكتاب من الرجل، وإذا هو من بعض المستورين من الدينور يذكر ابن عم كان لي فيها قد توفى بعد أن أوصى إليه انى أنا وارثه وأسماني له ووصف مسكني ببغداد، وأن الثلث من ماله يصرف في وجوه البر، وباقي التركة لي وأنه باع أثاث المنزل وما خاف فساده وصرف الثلث منه، وبعض ما كان أوصى به وأنفذ إلى سفتجة بالثلثين ن ذلك مبلغها سبعمائة دينار وكذا وكذا دينار بأجل أربعين يوما على تاجر في دار القطن بالكرخ، وقال: والقصد أن تبادر إلى الدينور لتبيع العقار، والضياع أو تبيع الثلث منها لتصرفه في مهم وتتمسك بالباقي إن شئت. قال: فورد على من السرور مالا عهد لي بمثله وحمدت الله تعالى وقلت للرجل: قد وجب حقك وسأحسن إليك. وشرحت له قصتي وأنه لا حبة فضة معي. فجاءني إلى البقال وقال: زن لأستاذي بكذا. وكذا. خبزا وأدما وما يريد غيرهما فتغذيت ووزن الرجل ثمن ذلك من عنده واستأجر حمارين فأركبني أحدهما وركب هو الآخر، ووزن الأجرة من عنده وجئنا في بقية يومنا إلى بغداد وقصدنا دار القطن وفى النهار بقية صالحة. فأوصلت السفتجة إلى التاجر فقال: صحيحة إذا حل الاجل فاحضر للقبض. فقلت له: خذ حديثي وافعل بعد ذلك ما يوفقك الله تعالى له، ويرى في مروءتك، وقصصت عليه قصتي. فقال: بالله الذي لا إله إلا هو أنت صادق؟ فحلفت له. فأخرج كيسا كان يقربه فوزن منه مال السفتجة، وأخذ خطى بذلك، وصرت من وقتي إلى السوق فاشتريت