يا مولاي أخذ الأسد فلانا وكيلنا. فانزعج وقال: في أي محل. فقال: في موضع كذا وأدخله الأجمة الفلانية. فقال العلوي: لا إله الا الله في هذا الموضع بعينه أخذ الأسد أباه وأدخله إلى هذه الأجمة بعينها منذ كذا وكذا سنة، فاغتم فأخذنا نسليه فعاد إلى شأنه في المحادثة، وأنا قاعد أحدثه إذ دخل عليه غلمانه مبادرين. وقالوا: قد نجى الوكيل من الأسد وحضر فما تم كلامه إلا ودخل الوكيل فبش له العلوي وسأله عن خبره. فقال نعم: أخذني السبع كما شاهد من حدثكم وكنت راكبا فحملني بفمه كما تحمل السنور بعض أولادها إلا أنه ما كلمني فأدخلني الأجمة وقد زال عقلي فما أعرف من أمرى شيئا إلا أنى أفقت فلم أره ووجدت أعضائي سالمة ووجدت حولي من الجماجم والعظام أمرا عظيما ولم تزل قوتي تعود إلى أن قمت فعثرت بشئ فإذا هو هميان فأخذته وشددته على وسطى ومشيت إلى أن بعدت عن الموضع فوصلت إلى شبية بوهدة فجلست فيها وغطيت نفسي بما أمكنني من القصب بقية ليلتي فلما طلعت الشمس أحسست بكلام المجتازين وحوافر بغالهم فخرجت وعرفتهم قصتي وركبت بغل أحدهم فلما بعدت عن الأجمة وأمنت على نفسي فتحت الهميان فإذا فيه رقعة فتأملتها فإذا هي بخط أبى بأصل ما كان في الهميان من الدنانير وما أنفقه فإذا هو هميان أبى الذي كان في وسطه عندما افترسه الأسد فحسبت الخرج ووزنت الدنانير فإذا هي بإزاء ما بقي من الأصل ما نقصت شيئا. قال: وأخرج الهميان وفتحه وأخرج الرقعة فقال العلوي نعم هذا خط أبيك فعجبت الجماعة من ذلك.
بلغني عن رجل من أهل الأنبار. قال: خرجت إلى ضيعة لي في ظاهر الأنبار راكبا دابة كانت معي، ومعي عبد أسود مملوك في نهاية الشجاعة فلما صرنا في بعض الطريق بالقرب من الضيعة إذ نشأت سحابة فأمطرت وكان المطر قد أدركنا فملنا إلى قباب كانت كالأسرة تبنيها على الطريق وعلى السابلة فلجأنا إليها وقوى المطر جدا حتى منعنا من الحركة فأشار على الغلام بالمبيت فقلت له نخاف ويلك اللصوص. فقال لي أتخاف وأنا معك. فقلت فالسبع قال نصير الدابة داخل القبة وأنت تليها وأنا عند الباب وأشد وسطى بالحبل