9 - (باب استحاب قناعة السائل، ودعائه لمن أعطاه، وزيادة إعطاء القانع الشاكر، ورد غير القانع) [7974] 1 - مجموعة الشهيد: بخط الشيخ شمس الدين محمد بن علي الجباعي، قال: قال السيد تاج الدين بن معية - ورفع إسناده إلى غوث السينسي - قال: مر بنا جابر بن عبد الله الأنصاري في بعض أخطاره، فاستنزلناه فنزل فبات بنا وأصبح، فلما علمت أنه أنس الراحة، قلت له: يا جابر، هلا أخبرتنا شيئا من مكارم أخلاق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ فقال: كنت أنا وقنبر وعلي (عليه السلام)، فبينا نحن قعود إذ هدف إلينا أعرابي، فقال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال علي (عليه السلام): " عليك السلام ورحمة الله وبركاته، يا أخا العرب " فقال الاعرابي: يا أمير المؤمنين، إن لي إليك حاجة، قد رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك، فإن أذنت بقضائها حمدنا الله وشكرناك، وإن لم تقضها شكرنا الله وعذرناك، فقال علي (عليه السلام): " خط حاجتك على الأرض فإني أري أثر الفقر عليك بينا " فكتب على الأرض أنا فقير، فقال علي (عليه السلام): " يا قنبر أعطه حلتي " فأحضرها وأفرغها عليه، فأنشده:
كسوتني حلة تبلى محاسنها * فسوف أكسوك من حسن الغنا حللا إن نلت حسن ثناء نلت مكرمة * ولست تبغي بما قد نلته بدلا إن الثناء ليحيى ذكر صاحبه * كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا