وهو يمشي ويتباعد منه، فكلما قال: أراها، زاد. حتى يقول لا أرى شيئا، فإذا قال ذلك علم ذلك المكان ثم انصرف إليه ومشى أيضا بين يديه، من ناحية أخرى حتى يقول: لا أراه فعلم (1) ذلك المكان، يفعل ذلك به من أربع جهات (2) ثم يقاس بعضها إلى بعض. فإن استوت صدق به، فإن زاد بعضها إلى (3) بعض، قيل له: قد كذبت، ويعاد عليه الامر من أوله حتى يستوى القياس من أربع جهات. وينبغي أن يستر ما بينه وبين الماشي بالبيضة، فلا يرى نقل قدميه لئلا يحسب الخطاء (4) فإذا اعتدل ذلك، علم أنه منتهى بصره الصحيح، ثم تربط عينه الصحيحة وترسل المضروبة، ويفعل به كما فعل به أولا. فإذا استوى قياسه نظر ما بينه وبين الأول وحسب له من الدية مثل ما نقص، وكذلك قال عليه السلام يفعل بالسمع (5) وينقر له بالدرهم (6).
(1499) وعن أبي جعفر (ص) أنه سئل عن أعمى فقأ عين صحيح فقال يغرم الدية وينكل به إن كان تعمد ذلك. وإن كان خطأ فالدية على العاقلة.
(1500) وعن علي (ع) أنه قال: إذا ضرب الرجل فذهب سمعه كله ففيه الدية كاملة، فإن اتهم (7) ضرب له بالشئ الذي له صوت بقربه من حيث لا يراه ولا يعلم به ويتغفل بذلك وبالصوت والكلام حتى يوقف على ذهاب سمعه.