الله ودين ملائكته، فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد، أما والله، ما (1) يقبل الله إلا منكم، فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم، وصلوا في مساجدكم، وعودوا مرضاكم، فإذا تميز الناس فتميزوا، رحم الله امرءا أحيا أمرنا، فقيل: وما إحياء أمركم، يا بن رسول الله؟ فقال: تذكرونه عند أهل العلم والدين واللب، ثم قال: والله إنكم كلكم لفي الجنة، ولكن ما أقبح بالرجل منكم أن يكون من أهل الجنة مع قوم اجتهدوا وعملوا الأعمال الصالحة، ويكون هو بينهم قد هتك ستره وأبدى عورته، قيل: وإن ذلك لكائن يا بن رسول الله؟ قال: نعم، من لا يحفظ بطنه ولا فرجه ولا لسانه.
وعنه صلوات الله عليه أنه قال: لا تجد وليا لنا تزل قدماه جميعا، ولكن إذا زلت به قدم اعتمد على الأخرى حتى ترجع التي زلت.
وعن أبي جعفر صلوات الله عليه أن رجلا ذكر له رجلا فقال: انهتك ستره وارتكب المحارم واستخف بالفرائض حتى إنه ترك الصلاة المكتوبة، وكان متكئا فاستوى جالسا وقال: سبحان الله ترك الصلاة المكتوبة، إن ترك الصلاة المكتوبة عند الله (2) عظيم.
وعن علي صلوات الله عليه أنه قال: ليس عبد (3) ممن امتحن الله قلبه للتقوى إلا وقد أصبح وهو يودنا مودة يجدها على قلبه، وليس عبد ممن سخط الله عليه إلا أصبح يبغضنا (4) بغضة يجدها على قلبه، فمن أحبنا فليخلص لنا المحبة كما يخلص الذهب الذي لا كدر فيه، ومن أبغضنا فعلى تلك المنزلة، نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء (5)، وأنا وصى الأوصياء، وأنا من حزب الله وحزب رسوله، والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم، فمن شك فينا وعدل عنا إلى عدونا (6) فليس منا، ومن أحب منكم أن يعلم